من فاعل ½اقسمت¼ فيكون الالف واللام عوضا عن المضاف اليه اي: وانا مصدوق في قسمي، واما صفة للنسبة او حال منها، فعلى هذا يكون المعنى: ان للقمر المنشق نسبة لقلبه حتى لو حلف احد على وجود تلك النسبة يكون بارا في قسمه، وانشقاق قلبه اشارة الى شرح صدره حيث روى مسلم عن انس ان جبريل اتاه وهو يلعب مع الغلمان، فاخذه فصرعه، وشق صدره عن قلبه فاستخرج القلب، واستخرج منه علقة، فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طست من ذهب، ثم لَامَه ، ثم اعاده في مكانه[1]. وقد كان شرح الصدر له عليه السلام مرتين.
٧٦ وَمَا حوَى الْغَار مِنْ خيْر وَّمِنْ كَرمٍ وَكُلُّ طَرفٍ مِّنَ الْكُفَّار عَنْهُ عَمِ
لَمَّا ذكر بعض معجزاته السابقة الواقعة قبيل هجرته عليه السلام اراد ان يبين بعض المعجزات التي وقعت في هجرته عليه السلام فقال: ½وما حوى... الخ¼، الواو عاطفة، و½ماحوى¼ مبتدا محذوف الخبر اي: ومن جملة معجزاته عليه السلام ما حوى اي جمع واحاط، فـ½ما¼ اسم موصول عبارة عن ذات الرسول عليه السلام او عنه وعن ابي بكر رضي الله تعالى عنه، فان قلت: المناسب لهذا المقام ان يقول: ½ومَن¼ بدل ½وما¼ لانهم قالوا: ان ½مَن¼ مختص بذوي العقول و½ما¼ لغيره، وقد نص عليه الصلاة والسلام في مجادلة عبد الله بن الزبير، قلت: اختار ½ما¼ دون ½من¼ لكونه عبارة هاهنا عن الوصف حيث بين بالخير والكرم وهما غير ذي العقل، فيناسبه مَا دون مَن، او نقول: ان ½ما¼ هاهنا بمعنى ½من¼ مجازا كما قال جمهور المفسرين: ان ½ما¼ قد يستعمل في ذوي العلم مجازا كما في قوله تعالى: ﴿ وَٱلسَّمَآءِ وَمَا بنَىٰهَا ﴾ [الشمس: ٥]. و½ما حوى¼ بمعنى جمع واحاط، و½الغار¼ الالف واللام فيه للعهد و½الغار¼ بمعنى الكهف اي: الكهف المعهود الذي كان في جبل ثور في قرب مكة المكرمة، والمراد بـ½الخير¼ الفضائل، ومن ½الكرم¼ الفواضل او الفعال الجليلة والخصال الجميلة، وفي العبارة اما حذف مضاف اي: ذي خير وذي كرم او من باب المبالغة كرجل عدل، والمراد بهما الجامعان لهما من النبي