عنوان الكتاب: قصيدة البردة مع شرحها عصيدة الشهدة

١٤٩   وَمُنْذ الْزمْت افْكَاري مَدائِحهُ        وَجدتهُ لِخلَاصِي خيْر مُلْتزمِ

 

لمّا نزه رسول الله عن رد رجاء الراجي وسؤال المناجي اراد بيان حكم منه مما وقع له في الدنيا من قبول رجائه عند بابه فقال: ½ومنذ الزمت... الخ¼ العامل في ½منذ¼ قوله: ½وجدت¼ او كلمة ½منذ¼ مبتدا، وهو بمعنى اول المدة التي الزمت افكاري... الخ، و½الزمت¼ من الزمته الشيء اي: جعلته كفيلا للشيء فتكفل به. و½الافكار¼ جمع فكر، وهو استعمال القوة العاقلة لاستحضار ما ليس بحاضر والمراد به هاهنا عدم الافتراق من رضاه وذكره ومحبته في ان. و½مدائحه¼ بالنصب مفعول ½الزمت¼ وهو جمع مديح، والمراد به مكارمه الحسنة واخلاقه المستحسنة. و½الخلاص¼ متعلق بقوله: ½ملتزم¼ المؤخر، والخلاص بمعنى الفوز والنجاة من المصائب والبليات، والمراد من بليات الدنيا كالسقم في الجسم وغيره. و½خير ملتزم¼ بالنصب مفعول ثان لـ½وجدت¼، و½ملتزم¼ على صيغة اسم الفاعل بمعنى خيركل ملتزم لوعده واحدا واحدا.

وحاصل معنى البيت: انّي من اوّل المدة التي اوجبت على افكاري مدائحه باخلاص النية وصفاء الطوية، وجدته وعلمته قد تكفل لي وقام بتخليتي من كل شدة وبلية وهذا ناشئ عن مكارمه الحسنة واخلاقه المستحسنة.

 

١٥٠  وَلَنْ يَفُوْت الْغِنٰى مِنْهُ يَدا تربت       انَّ الْحيَا يُنْبت الازهَار فِي الاكَمِ

 

ولمّا توهم من البيت السابق كونه اهلا للعطا ومستحقا للفضل والندى شرع في هضم نفسه وبيان كثرة شفقته وعطيته حتى اصاب من لم يكن له استحقاق اصلا فقال: ½ولن يفوت الغنى... الخ¼، و½يفوت¼ من الفوت. و½الغنى¼ بالكسر مع القصر بمعنى اليسار والمراد منه شفاعته عليه السلام. و½منه¼ ظرف مستقر صفة لـ½الغنى¼ او حال منه، والضمير له عليه السلام. و½يدا¼ اي: عن يد و½تربت¼ بمعنى افتقرت واريد باليد ايدي المحتاجين، والنكرة في سياق النفي تفيد العموم، وقيل يجوز ان يراد من الغنى المال، ويؤيده نسخة الندى وقوله: ½ان الحيا¼ استيناف وتنظير للحكم المتقدم، و½الحيا¼ بالقصر


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

310