كانوا في اقامة امورها ورؤية مصالحها وحفظها من الاغيار من اهل الشرك والكفار فنعم الاباء والازواج الكبار.

١٢٧   هُمُ الْجبالُ فَسَلْ عَنْهُمْ مُصَادمَهُمْ         مَاذا راوْا مِنْهُمْ فِيْ كُلِّ مُصْطَدمِ

لَمَّا بين بعض اوصاف شجاعته عليه الصلاة والسلام وثمرة جهاده مع ابطاله للكفار شرع في بيان كون اولئك الابطال ثابتين في المعارك كالجبال وغير فارين من الجدال والقتال فقال: ½هم الجبال... الخ¼، ½هم¼ مبتدا راجع الى الابطال السابقة، و½الجبال¼ بالرفع خبر المبتدا والالف واللام يفيد الحصر لكنه ادعائي، و½الجبال¼ جمع جبل والحمل من قبيل زيد اسد، ووجه الشبه التمكن والثبات وعدم الفرار ولو جاء عساكر الاعداء من الجهات بالشدة والمهابة والمتانة. و½الفاء¼ في ½فسل¼ امّا سببية او تفريعية اي: ان لم تصدقني فسل و½سل¼ امر من ½سال يسئل¼ اي: فيلزم لك السؤال و½عنهم¼ ظرف لـ½سل¼، والضمير للكفار. و½مصادمهم¼ بالنصب مفعول به لـ½سل¼، والضمير للابطال، و½المصادم¼ بضم الميم مصدر من صادم مصادمة بمعنى التقاء العسكرين للقتال واصطكاك خيولهم، وقيل: هو بفتح الميم اسم مكان بمعنى محل الحرب، و½ماذا راوا¼ بدل من مصادمهم اي: فسل عنهم اي: شيء راوا، وضمير الجمع في راوا راجع الى الكفار، ومفعول الرؤية محذوف اي: راوه و العامل في ½ماذا راوا¼ المؤخر قدم عليه لاقتضاء الاستفهام الصدارة في الكلام. و½منهم¼ متعلق بـ½راوا¼، والضمير للابطال المراد بهم الاصحاب. و½في كل مصطدم¼ متعلق بـ½راوا¼ و½المصطدم¼ اسم مكان بمعنى محل الحرب.

وحاصل معنى البيت: انّ الاصحاب الذين هم الابطال مشبهون بالجبال، فان لم تصدقني فسل عن الكفار مضاربة اولئك الكبار ومقاتلتهم مع اهل النار وسل عنهم ماذا راوا من اولئك الشجعان في كل معارك وكتائب وميدان من السيوف والسهام.