به وقال: انهزموا ورب الكعبة شاهت الوجوه [1] فمر التراب كانه غمامة فدخل في اعينهم كلهم فانهزموا. ½وسل بدرا¼ كرر العامل للوزن، و½بدر¼ اسم موضع بين مكة والمدينة، وقد وقع فيه محاربة فاعز الله الاسلام واهله مع قلة عدة المسلمين وكثرة العدو فبيض الله وجه النبي واصحابه واخزى الشيطان واحزابه قال تعالى: ﴿ وَلَقَدۡ نَصَركُمُ ٱللَّهُ ببدۡرٖ﴾ الاية [ال عمران: ١٢٣]، وقد كانت هذه الغزوة اعظم غزوات الاسلام، وكان خروجهم في رمضان، وجملة عسكر الاسلام ثلاث مئة وخمسة عشر رجلا، وكان المشركون الفا فكان في تلك البقعة قتال عظيم، فانزل الله سكينته على رسوله وايده بجنود الملائكة، فقتل من المشركين في ذلك اليوم سبعون، واسر منهم سبعون، وقتل اكثر صناديد قريش في ذلك اليوم، وقد وقع في هذه الغزوة عجائب ومعجزات لا يتحمل هذا المقام ذكرها ولو بالاجمال في الكلام. ½وسل احدا¼ عطف على القريب او البعيد، و½احد¼ بضمتين موضع بقرب المدينة وهو محل المحاربة، وقصته انه لما اصابت قريشا يوم بدر بليات وقتل صناديدهم اجتمعوا لحرب رسول الله واطاعهم قبائل كثيرة، وكان عددهم ثلاثة الاف رجل وارسلوا اليه عليه السلام اخبار مجيئهم، وكان يوم الجمعة فخرج رسول الله الى الخطبة فامر الناس بالتهيء، وقال: ايّها الناس اني رايت في منامي بقرا ينحر، ورايت كانّي في درع حصينة، ورايت كان سيفي انفصم، ورايت كاني مردف كبشا فاوّلت البقر بنفر من اصحابي يقتلون، واما الدرع الحصينة فالمدينة واولت انفصام سيفي بشيء يصيبني في نفسي، واما الكبش فكبش كتيبة القوم اقتله ان شاء الله تعالى فشاور رسول الله مع اصحابه، فراى رسول الله الاقامة في المدينة، وقال: رجال من المسلمين اخرج بنا يارسول الله الى اعدائنا، فخرج رسول الله يوم الجمعة، فلما التقى الجمعان انهزم المشركون، فالتفت الناس الى الغنائم، فاجتمع الكفار فحملوا على المسلمين فوقع حينئذ للمسلمين ما وقع من الشهادة واصابة المحن لرسول الله عليه السلام، وفيه حكم ومصالح له تعالى كاظهار كمال استغنائه تعالى عن العالمين واختبار المحبين حتى يتبين الراضي بقضائه والصابر على بلائه والشاكر على نعمائه. وقوله: ½فصول حتف¼ بالنصب مفعول لـ½سل¼ اي: عن فصول، والفصول جمع فصل، وهو