ادري، فطلبوا اقطار مكة حتى جاءوا الى باب الغار، فلم يروهما، وسياتي تفصيل هذه القصة في الابيات الاتية.
٧٧ فَالصِّدقُ فِي الْغَار وَالصِّديْقُ لَمْ يَرمَا وَهُمْ يَقُوْلُوْنَ مَا بالْغَار مِنْ ارمِ
ثمّ شرع في بيان تفصيل قوله: ½وما حوى الغار¼ فقال: ½فالصدق في الغار... الخ¼، ½الفاء¼ للتفصيل، و½الصدق¼ مصدر بمعنى الصادق او المصدوق الذي انحصر فيه الصدق او ذو الصدق او على طريق المبالغة. و½في الغار¼ خبر مبتدا، فان قيل: الظاهر ان يقول: ½فيه¼ لسبق ذكره فلم عدل الى غير الظاهر؟ قلت: اعاد ذكره للاستلذاذ، ولئلا يتوهم رجوعه الى الكرم والى الخير لايقال اعادة ذكره لضرورة الوزن؛ لانا نقول: ذكره بالضمير لايخل بالوزن ايضا بان يقول: فالصدق فيه مع الصديق لم يرما مع انه على هذا يكون البيت اسلم لفظا واحسن معنى فتامل. و½الصديق¼ صيغة مبالغة بمعنى كثير الصدق، وفي هذا المصراع اشارة الى قوله تعالى: ﴿ وَٱلَّذي جآءَ بٱلصِّدۡقِ وَصَدقَ بهِۦٓ﴾ الاية، [الزمر: ٣٣] وخبر قوله: ½والصديق¼ محذوف اي كذلك. و½لم يرما¼ بفتح الياء وكسر الراء من ½ورم انفه اذا غضب¼ ؛لانّ الغضبان ينتفخ انفه، والجملة حال، فيكون المعنى: لم يغضبا على القضاء والقدر بل لم يجيء الى قلبهما اثر، وفي بعض الرواية قرئ لم يُرما بضم الياء على انه مجهول يروم من الروم بمعنى الطلب، ومن اللطائف انهما مطلوبان، وليسا بمطلوبين بل انهما محبوبان ولكن كانا عن اعين الاعداء محجوبين، وقيل: اصله ½لم يرمن¼، فهو مؤكد بالنون الخفيفة من ورم بمعنى انتفخ فابدلت النون الفًا في الوقف كما في قول امرئ القيس: ع
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
فيكون ضميره راجعا الى الصدق، وتكون الجملة خبرا عنه، والمعنى: والحال ان الصديق لم تنفخ من لدغ الحية رجله المباركة حيث روي ان ابا بكر لما سد الثقبين في الغار برجليه المباركتين، وكان فيهما حية فلدغت رجله، فشكى الى النبي عليه السلام من لدغها، فاخذ النبي عليه السلام من بزقه الشريف، فوضع عليه، فبرئ باذن الله، وارتفع عنه الورم، وقرا بعض الناس لم يريا على انه تثنية مضارع من الرؤية لكن رده شيخ زاده، وانا