عنوان الكتاب: قصيدة البردة مع شرحها عصيدة الشهدة

كالمشترك اذ كلاهما اسم مفعول بمعنى المصدر، فالمشترك بمعنى الاشتراك، والمزدحم بمعنى الازدحام بمعنى الاجتماع والمنازعة. قال بعض الفضلاء: المراد بكل فخار غير مشترك مثل الوسيلة والدرجة الرفيعة والكوثر والشفاعة العظمى والمقام المحمود واللواء الممدود، ومن المقام الغير المزدحم مقام المحبة وختم النبوة والرسالة العامة وامثالها مع ما فيه من الاشارة الى ما روي عنه عليه الصلاة والسلام في حديث الاسراء حيث قال: فتقدمت وجبريل على اثري حتى انتهى بي الى حجاب الذهب فحرك الحجاب، فقيل: من هذا؟، قال: انا جبريل ومعي محمد قال الملك: الله اكبر؛ فاخرج يده من تحت الحجاب فاحتملني، فوضعني بين يديه في اسرع من طرفة عين وغلظ الحجاب مسيرة خمس مئة عام فقال لي: تقدم يا محمد، فمضيت، فانطلق بي الملك في اسرع من طرفة عين الى حجاب اللؤلؤ، فحرك الحجاب فقال ملك من وراء الحجاب من هذا؟ قال: انا صاحب حجاب الذهب وهذا محمد معي، فقال: الله اكبر، فاخرج يده من تحت الحجاب، فاحتملني حتى وضعني بين يديه، فلم ازل كذلك من حجاب الى حجاب حتى جاوز بي سبعين حجابا غِلَظُ كل حجاب مَسِيرةُ خمْسِ مئةِ عامٍ، ثم دلِّيَ لي رفرف اخضر يغلب ضوءه ضوء الشمس، ووضعت على ذلك الرفرف، ثم احتملني حتى وصلت الى العرش، فابصرت امرا عظيما ثم تدلى لي قطرة من العرش، فوقعت على لساني، فما ذاق الذائقون شيئا قط احلى منها وانباني الله بها نبا الاولين والاخرين الحديث.

 

١١٥   وَجلَّ مِقْدار مَا وُلِّيْت مِن رتب      وَعَز ادراكُ مَا اوْلِيْت مِن نِّعَمِ

 

لمَّا كان في ليلة المعراج اسرار بين رسولنا وربنا الفراج وكانت تلك الاسرار مكنونة عند الاخيار والابرار حتى عجز كل من بين اخبار تلك الليلة العظيمة عن بيان تلك الامور الجليلة، اراد الناظم الفاهم ايضا بيان عجزه عنها ببيان جلالة ما وقع فيها وبيان عدم ادراك احد من الخلائق ما كان بينهما من الاسرار والدقائق فقال: ½وجل مقدار... الخ¼، ½الواو¼ للاستيناف و½جل¼ بمعنى عظم، و½المقدار¼ بالرفع فاعل ½جل¼. و½وليت¼ ماض مجهول على صيغة الخطاب من ولاه اي: جعله واليا و½من رتب¼ بيان لـ½ما¼، و½الرتب¼ جمع رتبة. و½عز¼ معطوف على ½جل¼. و½عز¼ اي: عسر وندر. و½الادراك¼


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

310