بهم، و½من بعد غربتها¼ متعلق بما بعده، وضمير المؤنث راجع الى ملة الاسلام، والمراد من غربة الاسلام استغراب احكامه، كل احد لعدم معرفته وعدم الائتلاف به، اوالمراد منها كونه لا انيس له ولا صاحب ولا حافظ ولا حامي له يواسي امره ويسعى في مصالحه كالرجل الغريب. و½موصولة الرحم¼ بالنصب خبر ½غدت¼، و½الموصولة¼ من الصلة، و½الرحم¼ القرابة، وصلة الرحم عبارة عن رعاية الاقارب بزيارتهم، وتفقد خواطرهم واعطاء نفقة من تجب عليه نفقته، وفي الحديث صلوا ارحامكم ولو بالسلام[1]، والمراد من صلة الاسلام الاكرام اليه باحيائه وباكثار اصحابه.
وحاصل معنى البيت: انه قد كانت نهاية جره عليه السلام العسكر الكثير وفائدة صولتهم وحملتهم على اهل النار والزمهرير كون ملة الاسلام، والحال انّها منصورة بهم، ومصونة عندهم موصولة من احبابه واصحابه الذين هم عززوها باتلاف ابدانهم في بابه ومن اتباعه واتباع اتباعه ممن اقتدى بكتابه ما دار الزمان الى يوم القيامة بدولابه بعد كونها غريبة ذات كربة وبعد ان لم يكن لها صحبة احد، ثم ان في هذا البيت ايماء الى قوله عليه السلام: ان الدين بدا غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء[2] رواه مسلم في صحيحه.
١٢٦ مَكْفَُوْلَةً ابدا مِّنْهُمْ بخيْراب وَخيْر بعْلٍ فَلَمْ تيْتمْ وَلَمْ تئِمِ
ثمّ اراد بيان كون ملة الاسلام دائمة باحيائهم الى يوم القيام ومحفوظة من النسخ والتبديل ومصونة عن التغيير والتحويل فقال: ½مكفولة ابدا... الخ¼، ½مكفولة¼ امّا بالنصب او بالرفع، فعلى الاول امّا بدل من موصولة او عطف عليه بحذف حرف العطف للضرورة او حال منها او خبر ثانٍ لـ½غدت¼ وعلى الثاني اما خبر مبتدا محذوف اي: هي، او هي خبر ثان لـ½غدت¼ تدبر. والمكفول اسم مفعول من كفل يكفل بمعنى ضمن، والكفيل بمعنى الضامن والحافظ، فمعنى مكفولة محفوظة ومصونة. و½ابدا¼ منصوب على الظرفية لـ½مكفولة¼ و½الابد¼ بمعنى الدهر والزمان الطويل، وبمعنى الدائم. وفي "عناقيد الفوائد"