والسقم، وشبه بشهادة الشخص الصادق في افادة الحكم، واستعير الشهادة المحققة لمفهوم الشهادة المخيلة ثم ذكر الشهادة المحققة اي: في ½شهدت¼، واريد منه الشهادة المخيلة، ثمّ اثبات ½العدول¼ ترشيح لهذه الاستعارة، وهذا البيت اول الابيات الستة التي تمايل فيها النبي عليه السلام حين قراه الامام في رؤياه عليه السلام، وينبغي للقارئ لحاجة ان يقرا هذا البيت ثلاثا، كذا قاله شارح هذه القصيدة جعفر پاشا. الهي لاتجعلنا من زمرة اهل الفسق والهوى، واجعلنا ممن قلبه مليء بمحبة نبيك المصطفى، وعينه في كل وقت من عشقه جرى وبكى.
٧ وَاثبت الْوَجد خطَّي عَبرةٍ وَّضَنًي مِثلَ الْبهَار عَلَى خديْكَ وَالْعَنَمِ
ولمّا شهد على دعوى الناظم بان في قلبك محبة وعشقا شاهدان صادقان عادلان حكم القاضي في دار الحكومة بان دعواه حق صادق، وقال لكاتب دار الحكومة: اكتب دعواهما اي: سَجلْها، فَسَجلَها، ولهذا قال الناظم الفاهم للمخاطب: ½واثبت الوجد... الخ¼، عطف على ½شهدت¼ اي: كيف تنكر حبا بعد شهادة الشاهدين وبعد اثبات الكاتب دعواه اي بالكتابة، و½الاثبات¼ جعل الشيء ثابتا مقررا سواء بالخط او بغيره، لكن المراد هنا اثباته بالخط بقرينة سياقه، و½الوجد¼ الاحزان القلبية والحالات العشقية، وهو بالرفع فاعل ½اثبت¼، واسناده اليه مجازي لانه سبب لها نحو: ½اهلك المرض¼، وفيه استعارة مكنية بان شبه في الذهن الحالات العشقية والاحزان القلبية بكاتب دار الحكومة في الاعلام والانباء وفي الكتابة على الصحيفة، ثم استعير في الذهن اللفظ الموضوع لكاتب دار الحكومة اعني: النائب مثلا لمفهوم الحالات والاحزان القلبية، ثم ترك هذه الاستعارة في جانب الذهن، وذكر في الخارج اللفظ الدال على المشبه اعني: الوجد، واريد ايضا معنى الوجد، وهذه الاستعارة مكنية، ثمّ اسناد ½الاثبات¼ الذي هو من ملائم الكاتب الى ½الوجد¼ تخييل، وايقاعه على الخط ترشيح، و½الخط¼ اما خط عربي، وهو تصوير اللفظ بحروف هجائه واما حكمي، وهو ماله طول فقط، وقيل: هو الذي
يقبل الانقسام طولا لا عرضا ولا عمقا، وهو على صيغة التثنية سقط نونه بالاضافة. و½العبرة¼ بفتح العين الماء الجاري من العين على الوجه، و½ضنى¼ بالفتح مجرور تقديرا