فمن هذا الحديث علم ان كل اي وصل الى سائر الانبياء فهو من نوره عليه الصلاة والسلام؛ لان كل ما في الكونين من نوره.
٥٣ فَانَّهُ شَمْسُ فَضْلٍ هُمْ كَوَاكِبهَا يُظْهِرنَ انْوَارهَا لِلنَّاسِ فِيْ الظُّلَمِ
لما كانت صغرى القياس التي هي البيت الاول غير مبينة اراد ان يبينها ويثبتها فقال: ½فانه شمس فضل... الخ¼، فترتيب قياسه هكذا نبينا اتصلت من نوره الايات التي اتى الرسل الكرام بها اليهم؛ لان نبينا شمس فضل هم كواكبها، وكل من شانه كذا فانما اتصلت من نوره الايات التي اتى الرسل الكرام بها اليهم، فينتج المطلوب، وقوله: ½يظهرن¼ علة لصغرى هذا القياس، فترتيب قياسه هكذا نبينا عليه السلام هو شمس فضل هم كواكبها لان نبينا عليه السلام تظهر سائر الانبياء انواره للناس في عدم وجوده دون حين وجوده عليه الصلاة والسلام، وكل من شانه كذلك فهو شمس فضل، فينتج المطلوب، فالفاء في ½فانه¼ للتعليل، والضمير راجع اليه عليه السلام، و½شمس فضل¼ اي: كشمس فضل؛ اذ هو من التشبيه البليغ؛ لان طرفيه مذكوران، وبعضهم جعله استعارة مصرحة بان يقال: شبه النبي عليه السلام بالشمس في الظاهرية وازالة الظلمة، فاستعير الشمس له عليه السلام فذكر الشمس، واريد النبي عليه السلام، ولايضر هذه الاستعارة ذكر الطرفين؛ لانه انما يضر اذا كان على وجه ينبئ عن التشبيه، وهاهنا ليس كذلك، واضافة الشمس الى الفضل بمعنى ½مِن¼ اي: شمس من فضل الله، ثم اعلم! ان "القسطلاني" عد الشمس في "المواهب اللدنية" من اسمائه عليه الصلاة والسلام حيث قال: واما الشمس فسمي بها صلى الله تعالى عليه وسلم لكثرة نفعه وعلو رفعته وظهور شريعته وجلالة قدره وعظم منزلته لانه لايحاط بكماله حتى لا يسع الرائي ان ينظر اليه ملا عينه اجلالا له، كما ان الشمس في الرتبة ارفع من انواع الكواكب لانها في السماء الرابعة والانتفاع بها اكثر من غيرها كما لايخفى وايضا لما كان سائر الكواكب يستمد من نورها ناسب تسميته صلى الله تعالى عليه وسلم بها، لان نور الانبياء استمد من نوره عليه السلام انتهى. و½هم¼ راجع الى الانبياء وجعله راجعا الى اصحاب النبي عليه السلام غير ظاهر. و½الكواكب¼ جمع كوكب، والمراد بها اما الاقمار او النجوم، والضمير راجع الى الشمس، فالاضافة