واشتقاقها من ايّ لانها تبين ايًّا من ايّ، ويستعمل في المحسوسات والمعقولات، والمراد هاهنا المعجزات. و½اتى¼ يجيء لمعان كمعنى فعَل ومعنى حضَر، يقال: ½اتى المكان¼ اي: حضره، وبمعنى جامع يقال: ½اتى المراة اتيانا¼ اي: جامعها، ومعنى انفذ، يقال: ½اتى على شيء¼ اي: انفذه، ومعنى بلغ، ومعنى اهلك يقال: ½اتى عليهم الدهر¼ اي: اهلكهم وافناهم، ومعنى امر، كقوله تعالى: ﴿ وَمَآ ءَاتىٰكُمُ ٱلرسُولُ ﴾ [الحشر: ٧] اي امركم، ومعنى انتسب، يقال: ½اتى الرجل القوم¼ اي: انتسب اليهم وليس منهم، وقد يتعدى الى الثاني بالباء مثل: اتيته بالبلية، وذكر الزمخشري انه يجيء بمعنى صار كما في قولك: اتى البناء محكما اي: صار، وبمعنى كان وقوله تعالى: ﴿ وَلَا يُفۡلِح ٱلسَّاحر حيۡث اتىٰ﴾ [طه: ٦٩]، اي: كان، والمراد هاهنا اما معنى حضر او معنى جاء. و½الرسل¼ بسكون السين لضرورة الوزن جمع رسول، لايقال المناسب ان يقول: كل النبي بها، ليعم ويشمل؛ لانا نقول: بنى الناظم هذا القول على ان النبي والرسول مترادفان، او النبي يفهم بطريق الدلالة مع انه في الرسل دخل رسل الملائكة كجبريل وعزرائيل وميكائيل واسرافيل، فظهر افضليته عليه السلام عليهم جميعا كيف وقد قال جمهور اهل السنة والجماعة: ان خواص بني ادم وهم الانبياء افضل من خواص الملائكة، وهم الاربعة المذكورة وحملة العرش والمقربون والكروبيون والروحانيون وخواص الملائكة افضل من عوام بني ادم قال التفتازاني: بالاجماع بل بالضرورة، وعوام بني ادم من المؤمنين افضل من عوام الملائكة فالمسجود له افضل من الساجد، وفيه بحث مفصل في كتب الكلام. و½الكرام¼ جمع كريم، وهو اما من الكرم لانهم منعمون على امتهم بالشرائع واراءة طريق الهداية والخلاص من الكفر والضلالة، واما من الكرامة عند الله تعالى ولذا جعلهم رسلا وانبياء. والباء في ½بها¼ للملابسة متعلق بـ½اتى¼، والضمير راجع الى ½الاي¼، و½من نوره¼ متعلق بـ½اتصلت¼، وضمير ½نوره¼ راجع الى محمد عليه الصلاة والسلام. و½النور¼ الجوهر المضي والنار كذلك غير ان ضوء النار مغمور بالدخان والنار الصرفة كالنفس في اللطافة ولزوم الحركة لها الا ان كرة النار تتحرك على استدارتها بمتابعة الفلك والنفس تتحرك دائما بحركات مختلفة ارادية كذا قالوا. و½بهم¼ متعلق بـ½اتصلت¼ ايضا، والضمير للرسل.