اسلموا فان محمدا يعطي عطاء من لا يخاف الفقر [1]، وفي رواية ½اعطى صفوان يوم حنين واديا مملوا ابلا ونَعَما¼[2] ولله در ابن جابر حيث قال:
هذ الذي لا يتقي فقرا اذا يعطي ولو كفر الانام وداموا
واد من الانعام اعطى املا فتحيرت لعطائه الاوهام
وفي رواية البخاري عن انس: انه عليه الصلاة والسلام ½اعطى العباس من الذهب والفضة ما لم يطق حمله¼[3]، والتفصيل في المطولات. وقوله: ½والدهر¼ بالجر عطف على القريب او البعيد، و½الدهر¼ بفتح الدال بمعنى الزمان، وعلى قول: بمعنى الابد، وقيل: هو مدة الدنيا، وقيل: زمان طويل، وقيل: هو الف سنة، وسيجيء ما يتعلق بالدهر فتبصر. و½الهم¼ همة، وهو قصد اكمال التوجه يعني: كما ان الدهر الطويل والزمان المديد يقبل الرجل ويعطيه ما رغبه ويكمله كذلك النبي عليه السلام، وفي البيت تضمين من قول حسان في وصفه عليه السلام:
لَهُ هِمَمٌ لا مُنْتهى لِكِبارهَا وَهِمَّتهُ الصُّغْرى اجلُّ مِنَ الدهْر
٥٦ كَانَّهُ وَهُوَ فَرد فِيْ جلالَتهِ فِيْ عَسْكَر حيْنَ تلْقَاهُ وَفِيْ حشَمِ
لَمَّا بين وصفه عليه الصلاة والسلام من بشاشته وزيادة كرمه توهم القاصرون انه من خوفه من قومه دفع ذلك فقال: ½كانه وهو فرد... الخ¼ ½كان¼ للتشبيه لا للظن، والضميران راجعان اليه عليه الصلاة والسلام والواو في ½وهو¼ للحال، و½الفرد¼ بمعنى المنفرد اي: حال كونه منفردا غير مقارن لاحد، و½في جلالته¼ متعلق بالتشبيه المستفاد من ½كان¼ وهو بيان وجه الشبه، و½الجلالة¼ المهابة والعظمة قيل: الكبير يستعمل في الذات، والجليلُ في الصفات والعظيمُ فيهما، و½في عسكر¼ ظرف مستقر خبر ½كان¼ يعني ان النبي عليه الصلاة والسلام في كمال متانته وتمام شجاعته كمن كان في عسكر منفردا؛ لان من كان له عسكر وكان هو وافقا في وسطهم يلزم له الشجاعة البتة والمتانة عادة، قوله: ½حين تلقاه¼