بان الحديث مقيد بغالب الاوقات فلا ينافي ما وقع منه نادرا لحكمة ومصلحة من تاسيس سنة واظهار شرع كما قال عليه السلام: لو شاء الله تعالى لايقظنا، ولكن اراد ان تكون سنة لمن بعدكم[1]، وثانيا: بانه لا ينام قلبه من اجل انه يوحى اليه في النوم ليس في قصة الوادي الا نوم عينه عن رؤية الشمس وليس هذا من فعل القلب، وله اجوبة اخرى تركناها، واعترض على الحديث الثاني اعني: قوله: الرؤيا الحسنة...الخ بان النبوة قد انقطعت بوفاته عليه السلام فلا معنى لكون الرؤيا جزا من اجزاء النبوة؟ اجيب اولا: بانه ان وقعت منه عليه السلام فهو جزء من اجزاء النبوة حقيقة وان وقعت من غيره عليه السلام فهو على سبيل المجاز، وثانيا: بان معنى الحديث جزء من علم النبوة، فانّها وان انقطعت فعلمها باق، وثالثها: بانه عليه السلام لم يرد بانها نبوة باقية بل اراد ان الرؤيا تشبه النبوة من جهة الاطلاع على بعض الغيب والتشبيه بشيء لا يستلزم ثبوت وصفه فاحفظ ما تلونا عليك من الكلام، فانه ينجيك من اكثر ما كان مزالق الاقدام والحمد لله المفضل المنعام.

٨٣     فَذاكَ حيْنَ بلُوْغٍ مِنْ نُبوَّتهِ       فَلَيْسَ يُنْكَر فِيْهِ حالُ مُحتلِمِ

لَمَّا توهم ان يقال: ان رؤياه عليه السلام لو كانت وحيا لكان رؤياه التي راها قبل النبوة وحيا ايضا مع انه ليس كذلك؛ لان الوحي انما يطلق على ما وقع بعد النبوة والبعثة، دفعه فقال: ½فذاك حين بلوغ... الخ¼ فالفاء للتفصيل، و½ذا¼ اشارة الى كون رؤياه وحيا، ½فذاك¼ مبتدا خبره محذوف اي: واقع حين، فـ½حين¼ ظرف لذلك المحذوف، و½البلوغ¼ بمعنى الوصول، وتنوينه عوض عن المضاف اليه اي: حين بلوغه عليه السلام، و½النبوة¼ من النبا بمعنى الخبر، والمراد بها هاهنا سفارة بين الله وبين اولي الالباب لازاحة عللهم، ولم يقل: من رسالته للاشارة الى ان كون الرؤيا وحيا غير مختص بالرسول بل يوجد في كل من الانبياء ولغيرهم فافهم. والفاء في ½فليس¼ جزائية، و½ليس¼ بمعنى ½لا¼، و½ينكر¼ على صيغة المجهول من الانكار، و½فيه¼ متعلق بـ½ينكر¼، والضمير الى البلوغ من النبوة، و½حال محتلم¼ بالرفع على انه نائب فاعل لـ½ينكر¼، و½المحتلم¼ بفتح اللام بمعنى من