عنوان الكتاب: قصيدة البردة مع شرحها عصيدة الشهدة

وغير ذلك بخلاف ماء المطر فانه يشرب للطافته بل هو الذ من جميع ماء العيون، وفي الديم والرشف استعارة كما في البحر والغرف لكن المراد من البحر علمه عليه الصلاة والسلام ومن الديم، كرمه فتذكر، وانما افرد البحر وجمع الديم، اشارة الى ان البحر اسم جنس يطلق على الصغير والكبير بخلاف الديمة.

وحاصل معنى البيت: ان جميع الانبياء وكل واحد منهم طلبوا واخذوا العلم من علمه عليه الصلاة والسلام الذي هو كالبحر في السعة والكرم من كرمه عليه السلام الذي هو كالديم لانه عليه السلام مفيض، وانهم مستفاضون لانه تعالى خلق ابتداء روحه عليه السلام ووضع علوم الانبياء وعلم ما كان وما يكون فيه، ثم خلقهم فاخذوا علومهم منه عليه السلام، او المراد انه تعالى لما خلق نور محمد قبل الاشياء خلق اللوح والقلم والسموات والارضين والعرش والكرسي والملائكة والجنة والنار وارواح الانبياء والمؤمنين ونور قلوبهم ونور انفسهم من نوره عليه السلام، فعلم الانبياء كان كنقطة بالنسبة الى ما في اللوح والقلم مخلوقان من نوره عليه السلام فيكون علمهم نقطة من علمه عليه السلام كما لايخفى، ثم اعلم! ان هذا البيت ثالث الابيات التي تمايل فيها النبي عليه السلام فيلزم لقارءه ان يكرره بشرط كونه وترا.

 

٤٠      وَ وَاقِفُوْنَ لَديْهِ عِنْد حدهِمِ      مِنْ نُّقْطَةِ الْعِلْمِ اوْ مِنْ شَكْلَةِ الْحكَمِ

 

وهذا البيت تاكيد اخر لِمَا قبله اكد من الاول وابلغ في مدحه عليه السلام وتفوقه على سائر الانبياء، و½الواو¼ للعطف او للحال، و½واقفون¼ خبر بعد خبر للمبتدا اعني قوله: ½كلهم¼، وقد جمع الناظم الفاهم بين اللغتين حيث افرد الخبر اولا، وجمعه ثانيا، و½واقفون¼ بمعنى: مطلعون، فمفعوله الثاني محذوف اي: مطلعون شيئا، و½لدي¼ بمعنى: عند، وضميره راجع اليه عليه السلام، وفي ½لدي¼ ثمان لغات: الاولى: لدى بالالف المقصورة، والثانية: لَدن بفتح اللام وضم الدال وسكون النون، والثالثة: لَدنِ بفتح اللام وسكون الدال وكسر النون، والرابعة: لَدن بفتح اللام والدال وسكون النون، والخامسة: لُدنِ بضم اللام وسكون الدال وكسر النون، والسادسة: لَد بفتح اللام وسكون الدال، والسابعة: لُد بضم اللام وسكون الدال، والثامنة: لَد بفتح اللام وضم الدال، وكلها


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

310