خارج من ماهية المفهوم المتوقف على النقطة التي مدار الدائرة عليها، ولذا نسبت الى الحكم، وهي علوم دقيقة عن العلوم الشرعية، ثم اعلم! انه يجوز ان يكون ½واقفون¼ بمعنى ساكتون حاضرون في حضور رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم على مراتبهم، ويكون ½من¼ متعلقا بـ½واقفون¼ بتضمين معنى اخذين، وتكون اضافة النقطة الى العلم من اضافة المشبه به الى المشبه اي: العلم كالنقطة.
فحاصل معنى البيت على هذا: ان الانبياء حاضرون وساكتون في حضور النبي عليه الصلاة والسلام على مراتبهم اخذون العلم كالنقطة والحكم كالشكلة بالنسبة الى علمه صلى الله تعالى عليه وسلم، ويجوز ان يكون في هذا استعارة تمثيلية بان ينتزع هيئة من امور اي: من كون النبي عليه السلام رئيسا ومتبوعا لسائر الانبياء وكونهم متوقفين في حضوره عليه السلام واخذهم العلم منه عليه السلام وكونهم في امره عليه السلام، وشبه هذه الهيئة بالهيئة التي انتزعت من امور محسوسة لنا ككون ملك عظيم قاعدا في مجلس وكون اتباعه واقفين على مراتبهم وانتظارهم الى كلام الملك واخذهم الفائدة منه وكونهم في امره، ثم استعير الهيئة المشبهة بها الى الهيئة المشبهة، فذكر الالفاظ الدالة على الهيئة المحسوسة، واريد الهيئة الغير المحسوسة لنا، ثم اعلم! ان في هذا البيت ايماء الى قوله تعالى: ﴿ وَمَآ اوتيتم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِ الَّا قَلِيلٗا ﴾ [الاسراء: ٨٥]، واشارة الى قول الخضر لموسى عليه السلام حين اتباعه لاخذ العلم ما علمك وعلمي وعلم الخلائق الا كما اخذ هذا العصفور بمنقاره من البحر بالنسبة الى علم الله تعالى، والى ان في كل من الانبياء نوعا من العلوم دون نوع، وانه عليه السلام جمع انواع العلوم التي في الانبياء وسائر الخلائق، وفي "الشفاء" خص الله تعالى به عليه السلام الاطلاع على جميع مصالح الدنيا والدين ومصالح امته وما كان في الامم وما سيكون في امته من النقير والقطمير وعلى جميع فنون المعارف كاحوال القلب والفرائض والعبادة والحساب، وقد وردت اثار بمعرفته حروف الخط وحسن تصويرها، وفي حديث يروى عن معاوية انه كان يكتب بين يديه صلى الله تعالى عليه وسلم فقال له: الق الدواة وحرف القلم واقم الباء وفرق السين ولا تعور الميم وحسن ½الله¼ ومد ½الرحمن¼ وجوّد ½الرحيم¼[1] مع انه