على النبي عليه السلام ويسال الله التوبة فانه لا يقوم من مقامه حتى يغلب على نفسه ويلهم الله اليه التوبة، يا اخي! نصحي لك الاجتناب في العبادات عن ملل والملازمة على مداومتها بلا زلل.
٢٦ اسْتغْفِر اللهَ مِنْ قَوْلٍ بلا عَمَلٍ لَقَد نَسَبت بهِ نَسْلا لِذيْ عُقُمِ
لَمَّا راى الناظم الصادق والناصح العاشق انّ نفسه متلوّث بالمناهي وملتبس بالملاهي وقد قال تعالى: ﴿۞اتاۡمُرونَ ٱلنَّاسَ بٱلۡبر وَتنسَوۡنَ انفُسَكُمۡ وَانتمۡ تتۡلُونَ ٱلۡكِتٰبۚ افَلَا تعۡقِلُونَ ﴾ [البقرة: ٤٤]، وقال الله تعالى: ﴿ يَٰٓايُّهَا ٱلَّذينَ ءَامَنُوا لِمَ تقُولُونَ مَا لَا تفۡعَلُونَ 2 كَبر مَقۡتا عِند ٱللَّهِ ان تقُولُوا مَا لَا تفۡعَلُونَ ﴾ [الصف: ٢،٣]، والامر بالمعروف من غير عمل وان كان حسنة لكنه بحسب العرف الظاهر سيئة فلذا اناب الى الله وتاب عما سواه فقال: ½استغفر الله... الخ¼، اعلم انّ الاستغفار بمعنى طلب الغفر وهو الستر وهو هاهنا بمعنى تبت الى الله واطلب الستر من الله، ورجعت الى الله عما فعلته، وقوله: ½من قول¼ متعلق بـ½استغفر¼، فان قيل: لو تعلق به يلزم تعلق الجارين بمعنى واحد بفعل واحد؛ لانّه في تقدير استغفر من الله، قلت: لا نسلم لزوم هذا المحذور في ذلك التقدير ولو سلم فلم لايجوز ان يكون من قبيل المطلق والمقيد، ولو سلم فلا نسلم انهما متعلقان بفعل واحد كيف وان ½من¼ الاولى متعلقة بالطلب المستفاد من السين و½من¼ الثانية بمادة المغفرة والمراد من القول، اللفظي، وقوله: ½بلا عمل¼ ظرف مستقر صفة لـ½قول¼ اي: من قول ملتبس بترك العمل والتنوين في كل من القول والعمل عوض عن المضاف اليه اي: من قول ملتبس بترك عملي وقوله: ½لقد نسبت¼ جملة استينافية معانية كانّه قيل: لم تستغفر من القول الفصيح المشتمل على المصالح العاري عن المفاسد والقبائح؟ فقال مجيبا: ½لقد نسبت¼ اللام لتوطئة القسم، والنسبة بمعنى الاضافة، والباء في ½به¼ للسببية وضميره راجع الى قول بلا عمل، و½النسل¼ الولد كما في الحديث تناكحوا تناسلوا او هو مفعول ½نسبت¼ والمراد بالولد والنسل العمل مجازا واستعارة حيث شبه العمل بالولد في كونهما منتفعا بهما فكما ان الولد ينتفع به في الدنيا كذلك العمل ينتفع به في الاخرة، واستعير العمل لمفهوم الولد فذكر واريد العمل، و½لذي¼ متعلق بـ½نسبت¼، و½العقم¼ بالضم داء لا دواء له وهوعدم