عنوان الكتاب: قصيدة البردة مع شرحها عصيدة الشهدة

اظفارها¼، وقوله: ½انّ الطعام¼ علة لما قبله حذف حرف التعليل اي: لانّ لكون حذف حرف الجر من ½انّ¼ و½انّ¼ قياسيا وفي هذا المقام قياس اقتراني تقريره هكذا: المعاصي لا تطلب بها كسر شهوة النفس لانّ المعاصي بمنزلة الطعام، والطعام يقوي شهوة النهم، ينتج المعاصي بمنزلة ما يقوي شهوة النهم، ونضم اليه كبرى، ينتج عين الدعوى، فنقول، وكل ماهي بمنزلة ما يقوي شهوة النهم لا تطلب بها كسر الشهوة، ينتج المعاصي لا تطلب بها كسر الشهوة، ويمكن ترتيبه من الاستثنائي وهو سهل، فلا حاجة الى ذكره، وقوله: ½يقوي¼ من التقوية خبر ½انّ¼ والشهوة بالنصب مفعوله، و½النهم¼ بفتح النون وكسر الهاء صفة مشبة على وزن حذر اي: الحريص على كثرة الاكل والشرب، ومن جعله مصدرا وقع في تكلف، وعلى كلا التقديرين فيه استعارة حيث شبه النفس بالنهم اي الاكل كثيرا في عدم الشبع لان النهم كما لا يشبع من كثرة الاكل كذلك النفس لا تشبع من كثرة المعاصي بل تتالف بها وتنهمك فيها، ثمّ استعير النهم للنفس، فذكر النهم، واريد النفس، فعلى هذا يكون الطعام ايضا مجازا واستعارة عن المعاصي كما سبق استعارة عكسه فتذكر.

وحاصل المعنى: يا من زَيَّن نفسه بحب الشهوات والنساء والبنين وكان حاله من العشق في البكاء والانين لا تطلب كسر شهوة النفس وقطعها بالمعاصي والذنوب اذ من المقرر والشهير بين الصغير والكبير انّ المعاصي تقوي شهوة النفس والنفس لا تسام ولا تشبع منها، اللّهم لاتكلنا الى انفسنا في زمان يسير، ولا تجعل مصيرنا دار السعير، واجعل امورنا موافقة لمرضاتك، انّك كاشف كل عسير ومعين كل اسير وعنايتك لعبادك كثير ويسير.

 

١٨     وَالنَّفْسُ كَالطِّفْلِ انْ تهْمِلْهُ شَب عَلَى         حب الرضَاعِ وَانْ تفْطِمْهُ يَنْفَطِمِ

 

لمّا فهم من الابيات السابقة ان النفس في يد صاحبها اتى به تصريحا مع تشبيه المعقول اعني النفس بالمحسوس اعني الطفل، فقال: ½والنفس كالطفل... الخ¼ الواو اما عاطفة، واما استينافية، و½النفس¼ اظهرها في مقام الاضمار اهتماما بشانها لان النفس مطية الانسان كما ورد نفسك مطيتك فارفق بها واما لضرورة الشعر، والالف واللام فيها


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

310