الاله هو المسيح وهو الظاهر بجسده وبيانهم على الوجه المفصل في كتاب "الملل والنحل". وقوله: ½واحكم بما شئت مدحا... الى اخر¼ دفع سؤال نشا مما قبله اي: هل لايجوز وصفه عليه السلام بما شئنا من الامداح؟ فقال: ½واحكم¼ على صيغة الخطاب بما شئت اي: احملوا عليه ما اردته من المدح. وقوله: ½مدحا¼ حال من الضمير المحذوف الراجع الى الموصول، ويجوز ان يكون حالا من الفاعل اي: حال كونك مادحا فيكون المصدر على هذا بمعنى اسم الفاعل وقوله: ½واحتكم¼ امّا بمعنى: احكم فيكون تاكيدا للاول او بمعنى: اتقن في الحكم بالمدحة حتى لا تتجاوز عن الحد الانسانيِّ الى الوصف الصَمَدانيِّ؛ اذ صفات القديم بخلاف صفات المخلوق، فكما انّ ذاته تعالى لا يشبه الذوات كذلك صفاته تعالى لا تشبه صفات المخلوقين؛ اذ صفاتهم لا تنفك عن الاغراض والاعراض وهو تعالى منزه عن ذلك وكفى في هذا قوله سبحانه: ﴿ لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ﴾ [الشورى: ١١]، وقوله: ﴿ يَٰٓاهۡلَ ٱلۡكِتٰب لَا تغۡلُوا فِي دينِكُمۡ وَلَا تقُولُوا عَلَى ٱللَّهِ الَّا ٱلۡحقَّۚ﴾ [النساء: ١٧١]. وانّه عليه السلام وان وصف باكثر ما وصف الله به تعالى لكن صفاته عليه السلام حادثة وصفاته تعالى قديمة.
٤٤ فَانْسُب الَى ذاتهِ مَا شِئْت مِنْ شَرفٍ وَانْسُب الَى قَدرهِ مَا شِئْت مِنْ عِظَمِ
لَمَّا كان معنى قوله: ½واحكم بما شئت... الى اخره¼ خفيا؛ اذ لا يطلق كل شيء على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسره بهذا البيت فقال: ½فانسب الى ذاته... الى اخره¼ ½الفاء¼ للتفسير والنسبة الاضافة، و½الذات¼ قال صاحب الكشاف: ان التاء في ½الذات¼ ليست كالتاء في ½بنت¼ بل جرت مجرى التاء في نحو: ½لات¼، ولهذا جوزوا اطلاقه على الله تعالى مع تحاشيهم عن اطلاق علامة التانيث انتهى. وقال ابن سيدة: التاء في ذات وشاة ليست للتانيث؛ لانّها غير موقوف عليها هاء وتاء التانيث هي التي يوقف عليها هاء انتهى. وفي الچارپردي: اصل ½ذات¼ ذوي فحذفت الياء فبقي ½ذو¼ وعوض التاء فصارت ½ذوت¼ فقلبت الواو الفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فصارت ½ذات¼، وكذلك ½شاة¼، وجملة الكلام على ما حققه التفتازاني في سورة ال عمران ان ½الذات¼ وان كان في الاصل مؤنث ½ذو¼ لكن تاءه قد انسلخ عنها الدلالة على التانيث واجريت مجرى التاء