فقال: ½دع ما ادعته النصارى في نبيهم.. الى اخره¼، ½دع¼ امر من ½ودع يدع¼ بمعنى اترك، وما زعمت الصرفية من انّ العرب امَاتوا مَاضِيَ يدع، ومصدره فمحمول على قلة الاستعمال، والا فالنبي عليه الصلاة والسلام افصح العرب، وقد روي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما انه قال عليه الصلاة والسلام: لَيَنْتهِيَنَّ اقْوَامٌ عَنْ وَدعِهِمُ الْجمَاعَات او لَيُختمَنَّ على قُلُوْبهم[1] اي: على تركهم اياها، وقال الشاعر:
لَيْت شِعْري عن خلِيلي ما الّذي غالَهُ في الحب حتى وَدعَهْ
وعن عروة ومجاهد انّهما قرا ﴿ مَا وَدعَكَ ﴾ [الضحى: ٣] بالتخفيف كذا ذكره حسن چلپي في حاشية "المطول"، وخطاب ½دع¼ عام لكل من يصلح ان يكون مخاطبا ممن مدح النبي عليه الصلاة والسلام، وقوله: ½ادعته¼ عبر بالادعاء لكونه باطلا لانّ الادعاء يستعمل كثيرا في الباطل كما انّ الدعوى تستعمل في الحق، و½النصارى¼ جمع نصران كالندامى جمع ندمان، والياء في ½نصراني¼ للمبالغة كما في ½الاحمري¼ سمّوا بذلك لانّهم نصروا نبيّهم عيسى عليه السلام او لانّهم كانوا معه في قرية يقال لها: "نصران" او "ناصرة" فسموا باسمها او من اسمها، والمراد من نبيهم عيسى روح الله ابن مريم عليه السلام، والمراد ممّا ادعته النصارى ما يفضي الى التوليد والحلول والاتحاد؛ اذ النصارى تفرقوا بعد عيسى عليه الصلاة والسلام اثنتين وسبعين فرقة، وكبار فرقهم ثلاث: الملكائية والنسطورية واليعقوبية، الملكائية: اصحاب ملكان الذي ظهر بـ"الروم"، واستولى عليهم، ومعظم "الروم" الملكائية، وهم قالوا ان الكلمة اتحدت بجسد المسيح، وتدرعت بناسوته، ويعنون بالكلمة اقنوم العلم، وقالوا: ان المسيح قديم ازلي وقد ولدت مريم الها ازليا، واطلقوا لفظ الابوة والبنوة على الله تعالى الله عن ذلك وعلى المسيح لمَا وجدوا في ½الانجيل¼ حيث قال: انك انت الابن الوحيدة. والنسطورية: اصحاب نسطور الحكيم الذي ظهر في زمان المامون وتصرف في ½الانجيل¼، وقال: انّ الله تعالى واحد ذو اقانيم ثلاثة: الوجود والعلم والحياة، وهذه الاقانيم ليست بزائدة على الذات وحلت هذه الصفات في بدن عيسى عليه السلام ولذا يحيي الموتى ويبرئ الاكمه والابرص، واليعقوبية: اصحاب يعقوب رجل من النّصارى قالوا بالاقانيم الثلاثة كما ذكرنا الا انهم قالوا: انقلبت الكلمة لحما ودما فصار