عنوان الكتاب: قصيدة البردة مع شرحها عصيدة الشهدة

و½لم تسمع¼ على صيغة التانيث، والضمير راجع الى ½الاعلان¼ لايقال: انه مذكر فلا يصح ارجاع الضمير اليه لانا نقول انه قد اكتسب التانيث من المضاف اليه على طرز قوله: ½وما حب الديار شغفن قلبي¼ وقوله: ½وبارقة الانذار¼ عطف على ½اعلان البشائر¼، و½بارقة¼ من برق بمعنى لمع، وتاءها للتانيث او للمبالغة، و½الانذار¼ الابلاغ على وجه التخويف، وفيه استعارة مكنية حيث شبه الانذار في الذهن بالسيف في كونه مخرقا، وادعى للسيف فردان: فرد متعارف، وفرد غير متعارف وهو الانذار، ثم استعير السيف للفرد الغير المتعارف اعني الانذار، ثم ذكر في الخارج المشبه اعني الانذار، واريد الانذار الذي كان فردا غير متعارف للسيف فحينئذ يكون قوله: ½بارقة¼ تخييلا لهذه الاستعارة، و½لم تشم¼ بمعنى: لم تنظر ولم تبصر، وضميره راجع الى البارقة.

 

٦٧      مِنْ بعْد مَا اخبر الاقْوَامَ كَاهِنُهُمْ          بانَّ ديْنَهُمُ الْمُعَوَّج لَمْ يَقُمِ

 

ثمَّ فَصَّل ½عموا وصموا¼ تفصيلا ثانيا فبين قوله: ½صموا¼ بهذا البيت فقال: ½من بعد ما اخبر الاقوام كاهنهم... الخ¼ مع الاشارة الى ان عدم اتباعهم الرسول عليه الصلاة والسلام من عنادهم وكفرهم لا من جهلهم لان كاهنهم كان صادقا ومعتمدا عندهم فعدم تصديقهم اياه من عنادهم، فقوله: ½من بعد¼ متعلق بـ½صموا¼ او ½لم تسمع¼ او بهما معا على سبيل التنازع، ومن جوز تعلقه بـ½عموا¼ او بـ½لم تشم¼ فهو غافل عن كون هذا البيت تفصيلا لصممهم، اللهم الا ان يقال: انه جوزه بعد ربط البيت الثاني كما لايخفى. و½ما¼ مصدرية، و½الاقوام¼ جمع قوم وقد سبق تفصيله، وهو بالنصب مفعول اخبر. و½كاهنهم¼ بالرفع فاعله، وهو من يبتدع القول ويخبر بالنصب مفعول اخبره وكاهنهم بالرفع فاعله، وهو من يبتدع القول ويخبر عما سيكون من غير وحي، وفي "المفردات" الكاهن الذي يخبر بالاخبار الماضية الخفية بضرب من الظن كالعراف الذي يخبر بالاخبار المستقبلة على نحو ذلك، ولكون هذين الصناعتين مبنيتين على الظن الذي يخطي ويصيب، قال عليه السلام: من اتى عرافا وكاهنا فصدقه بما قال فقد كفر بما


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

310