ربقتهم حين شدهم المؤمنون في الغزاة او ادعائيا فيكون اشارة الى ما روي عن ام سلمة انها قالت: كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم في صحراء فنادته ظبية يارسول الله! قال: ما حاجتك: قال: صادني هذا الاعرابي و لي خشفان في ذلك الجبل، فاطلقني حتى اذهب فارضعهما وارجع قال عليه الصلاة والسلام: او تفعلين؟ قالت: نعم فاطلقها فذهبت ورجعت فاوثقها عليه السلام فانتبه الاعرابي وقال: يارسول الله الك حاجة؟ قال: تطلق هذه الظبية فاطلقها فخرجت تعدو في الصحراء وتقول: اشهد ان لا اله الا الله وانك رسول الله وغير ذلك. ويجوز ان يكون من اضافة المشبه به الى المشبه اي: من لمم كالربقة يعني انه عليه الصلاة والسلام قد اطلق اصحاب الحاجات من لممها الذي كالربقة؛ اذ كما ان الربقة تمنع الحيوان من وصوله الى مطلوبه كذلك اللمم يمنع الانسان من وصوله الى مطلوبه فيلزم الاطلاق؛ اذ الوصول الى المقصود لا يكون بالقصد والتحويل بل لابد من رفع العصيان والمحو، وهو انما يكون به عليه الصلاة والسلام.
٨٦ وَاحيَت السَّنَةَ الشَّهْباءَ دعْوَتهُ حتٰى حكَت غُرةً فِيْ الاعْصُر الدهُمِ
لَمَّا ذكر تاثير دعائه عليه الصلاة والسلام في الارض شرع في بيان تاثير دعائه في السماء فقال: ½واحيت السنة الشهباء... الخ¼، الواو عاطفة والجملة معطوفة على ½اطلقت¼ و½احيت¼ من الاحياء ضد الاماتة، و½السنة¼ بالنصب مفعول ½احيت¼ بمعنى العام والحجة. و½الشهباء¼ بالنصب صفة ½السنة¼، وهي مؤنث اشهب، وهو الفرس الذي غلب عليه البياض و½السنة الشهباء¼ كناية عند العرب عن السنة التي لا ماء فيها ولا كلاء، والمراد باحيائها انبات النبات واحداث نضارتها، ففي هذا المقام مجاز واستعارة، وهو اما ان يكون في ½احيت¼ استعارة تبعية بان شبه تزيين الارض بانبات النبات واحداث نضارتها بالاحياء في الانتفاع مطلقا، ثم استعير الاحياء لتزيين الارض واحداث نضارتها، ثم اشتق من الاحياء ½احيت¼، ومن التزيين ½زينت¼، ومن الانبات ½انبتت¼، فذكر احيت، واريد زينت او انبتت، واما ان يكون في ½السنة الشهباء¼ استعارة بالكناية بان شبه السنة الشهباء في الذهن بالموتى في عدم الانتفاء، ثم استعير الموتى في الذهن لمفهوم السنة الشهباء، وفي الخارج ذكر السنة الشهباء واريد نفسها، ثم اثبت الاحياء