الضمير في ½الملتطم¼ الراجع الى الموج استعارة بالكناية اذا المراد بـ½الالتطام¼ هنا مصادمة الابطال واصطكاك اسلحتهم كما لايخفى.
وحاصل معنى البيت: ما زال النبي عليه السلام يجر ويقود جندا تام الاركان له خمسة اطراف كانهم بحر وكلهم من الاشراف يجري كلهم على خيول جارية بالجريان اليسير ونوق سارية كسريان السرير على وجه الماء الكبير الى مضمار المعارك وميدان المهالك يرمي ذلك الجند سهاما ورماحا الى الكفار كامواج البحار وهم ابطال تتصادم وتتصاكك اسلحتهم بالاضطراب بلا فرار من الاعداء ولا اجتناب.
١٢٤ مِنْ كُلِّ مُنْتدب لِلّهِ مُحتسِب يَسْطُوْ بمُسْتاصِلٍ لِلْكُفْر مُصْطَلِمِ
ثم شرع في عد اوصاف ابطال ذلك الجند العظيم من كون قصدهم من المقاتلة هو الاجابة الى امر الله تعالى الكريم وكونهم ماهرين في استعمال الاسياف والرماح وحاذقين في علوم السهام والسلاح فقال: ½من كل منتدب... الخ¼ ثمّ ان ½من كل منتدب¼بدل من ½الابطال¼، و½المنتدب¼اسم فاعل من ½الانتداب¼ و½الانتداب¼ بمعنى الاجابة للدعوة الى شيء بالحث والاغراء اى: من كل مجيب لدعوة الله. ففي قوله: ½لله¼ حذف مضاف. و½محتسب¼ بالجر صفة ½منتدب¼، وهو ايضا على صيغة اسم الفاعل من الاحتساب بمعنى: العمل لله تعالى والاخلاص فيه طلبا لمرضاة الله تعالى كما في قوله عليه السلام من صام رمضان ايمانا واحتسابا[1] الحديث. وقوله: ½يسطو¼ صفة بعد صفة او حال، وضميره راجع لـ½كل منتدب¼، و½يسطو¼ بمعنى: يصول ويغلب على الاعداء، و½بمستاصل¼ ½الباء¼ فيه للمصاحبة او للاستعانة متعلق بـ½يسطو¼، و½المستاصل¼ على صيغة اسم الفاعل من ½استاصله¼ اي: قلعه من اصله وهدمه بلا بقية اثره، والمعنى بالة مستاصلة وقالعة. و½للكفر¼ متعلق بـ½مستاصل¼، وفيه مجاز حذفي اي: لاهل الكفر من قبيل قوله تعالى: ﴿ وَسَۡٔلِ ٱلۡقَرۡيَةَ ﴾ [يوسف: ٨٢] او قلع الكفر كناية عن قطع اهله فتدبر. و½مصطلم¼ بالجر صفة ½مستاصل¼ وتاكيد له، وهو ايضا على صيغة اسم الفاعل من ½اصطلمه¼ بمعنى اهلكه اي: مهلك، ثم ان