و½راحتيه¼ بمعنى كفيه، وضميره راجع اليه عليه السلام يعني ان الشياطين في الفرار كعسكر الكفار الذين انهزموا برميه عليه السلام اليهم حصيات ففروا بلا قرار حيث روي انه لما التقى منهم الجمعان اخذ رسول الله بقبضة من الحصيات، وقال: شاهت الوجوه فرما اليهم فلم يبق احد منهم الا امتلات عينه بالغبار والحصيات فانهزموا وفروا، فان قلت: المشهور والثابت بالاحاديث انه كان تلك الحصى كفا ويشهد له البيت الاتي فكيف يصح قوله في هذا البيت: ½من راحتيه¼ بصيغة التثنية، اللهم الا ان يقال: تثنية الراحتين باعتبار الوقتين في الغزوتين اعني في بدر كما رواه البخاري، وفي احد كما رواه مسلم، وسيجيء تفصيل الغزوتين في فصل الجهاد.
٧١ نَبذا بهِ بعْد تسْبيْح ببطْنِهمَا نَبذ الْمُسَبح مِنْ احشَاءِ مُلْتقِمِ
لَمَّا بيّن العلامات العجيبة التي وقعت قبل بعثته عليه السلام اراد ان يشرع في بيان بعض ما وقع من معجزاته عليه السلام بعد بعثته فقال: ½نبذا به بعد تسبيح ببطنهما... الخ¼ ½نبذا¼ مصدر منصوب اما بـ½نبذ¼ المقدر او بـ½رمي¼ والتقدير: نبذ نبذا ومعنى النبذ: الرمي من اليد، والباء في ½به¼ زائدة لتقوية العمل والضمير راجع الى ½الحصى¼ فان قيل: هذا زائد لا فائدة فيه لانه قد سبق في البيت الاول بعينه ففي الاعادة استدراك. قلت: لا نسلم انه لا فائدة فيه كيف واعادته للتاكيد والتقرير على ان الاول مطلق وهذا مقيد فلايكون عين الاول كما لايخفى. وقوله: ½بعد تسبيح¼ ظرف ½نبذا¼ او ½رمي¼ وكان التسبيح صادرا من الحصيات واختلف في كيفية ذلك التسبيح، و½ببطنهما¼ متعلق بـ½تسبيح¼ والباء بمعنى ½في¼ او ظرف مستقر على انه صفة ½تسبيح¼ اي: كائن في بطنهما وضمير التثنية راجع الى الراحتين فان قلت: الراحة بمعنى باطن اليد فلو رجع هذا الضمير اليهما يلزم استدراك قوله ½ببطن¼ كما لايخفى؟ قلت: لا نسلم ان الراحة بمعنى باطن اليد لا مطلق اليد ولو سلم فَلِمَ لايجوز ان يكون في ضمير ½ببطنهما¼ استخدام بان يراد بمرجعه اعني: الراحتين معنى باطن اليد وبالضمير الراجع اليه مطلق اليد مجازا من ذكر اللازم وارادة الملزوم او من ذكر الجزء وارادة الكل ولو سلم فلم لا يجوز ان تكون اضافة البطن الى الضمير بيانية فتامل.