بالمقراض، وترك العمل في يوم السبت، وعدم جواز الصلاة في غير الكنائس، وفرض خمسين صلاة في يوم وليلة، وصرف ربع المال للزكاة، وغيرها بل اتانا بالحنيفية السهلة السمحاء، فلم نتحير في متابعته، ولم نشك في رسالته قال الحسن في تفسير قوله تعالى: ﴿ عَزيز عَلَيۡهِ ﴾ [التوبة: ١٢٨] اي: ان تدخلوا النار ﴿ حريصٌ عَلَيۡكُم ﴾ [التوبة: ١٢٨] اي: ان تدخلوا الجنة، قال في "التفسير الكبير" المراد انه حريص بايصال الخيرات اليكم في الدنيا والاخرة، وقال الفراء: الحريص، الشحيح، ومعناه انه شحيح عليكم ان تدخلوا النار انتهى. قال في المواهب: قال تعالى في شانه: ﴿ وَمَآ ارۡسَلۡنَٰكَ الَّا رحۡمَةٗ لِّلۡعَٰلَمِينَ ﴾ [الانبياء: ١٠٧] ولا رحمة مع التكليف بما لا يفهم، وبالجملة في هذا البيت تلميح الى قوله تعالى: ﴿ وَمَآ ارۡسَلۡنَٰكَ الَّا رحۡمَةٗ لِّلۡعَٰلَمِينَ ِ﴾ الاية [التوبة: ١٢٨]، وايماء الى قوله تعالى: ﴿ وَمَآ ارۡسَلۡنَٰكَ الَّا رحۡمَةٗ لِّلۡعَٰلَمِينَ ﴾ [الانبياء: ١٠٧]، واشارة الى قوله تعالى: ﴿ وَيَضَعُ عَنۡهُمۡ اصۡرهُمۡ وَٱلۡاغۡلَٰلَ ٱلَّتي كَانَتۡ عَلَيۡهِمۡۚ﴾ [الاعراف: ١٥٨]، وتلويح الى قوله عليه السلام: بعثت بالحنيفية السهلة السمحاء[1] والى قوله عليه السلام: لقد جئتكم بها بيضاء نقية[2] اللهم انت خالق الورى اجعلنا من اهل المغفرة والتقى بحرمة النبي الذي في صورة قد بدا.
٤٨ اعْيَ الْوَرٰى فَهْمُ مَعْنَاهُ فَلَيْسَ يُرى لِلْقُرب وَالْبعْد مِنْهُ غَيْر مُنْفَحمِ
لَمَّا احتمل ان يتوهم من قوله: ½فلم نرتب ولم نهم¼ انا وصلنا الى فهم حقيقة معناه دفعه فقال: ½اعي الورى فهم معناه... الخ¼ ½الاعياء¼ التعجيز، و½الورى¼ بمعنى: الخلق، والالف واللام فيه للاستغراق فالمعنى اعجز جميع المخلوقات؛ لان استغراق المفرد اشمل، وهو بالنصب مفعول ½اعي¼، و½فهم¼ بالرفع فاعله، وهو مضاف الى مفعوله اي: فهمهم معناه، ومعنى الرجل كماله الخاص به، والفاء في ½فليس¼ فصيحة اي: اذا عجز المخلوقات عن فهم معناه فليس يرى... الخ، و½ليس¼ قالوا: ان اصل ½ليس¼ ½لاايس¼ والايس اسم للموجود، فاذا قيل: لا ايس فمعناه لا موجود ولا وجود، ثم كثر استعماله