عنوان الكتاب: قصيدة البردة مع شرحها عصيدة الشهدة

الخلق والعادة، والمراد بها الاخلاق الضرورية الوهبية. مال البيت بيان عجزه عن اوصافه عليه الصلاة والسلام وبيان كثرة اياته.

 

٩١     ايَات حقٍّ مِنَ الرحمٰنِ مُحدثةٌ        قَديمَةٌ صِفَةُ الْمَوْصُوفِ بالْقِدمِ

 

لَمَّا بيَّن في الابيات السابقة كونه واصفا لاياته عليه السلام ومبينا بها على احسن النظام

وتمنى من المخاطب ترك الكلام في حقه باللوم والملام فكانّه قال قائل له: فينبغي ان تبين منها ما هو المشهور والاوضح عند الانام وهو القران الباقي الى يوم القيام توجه الى قوله: وشرع في البيان فقال: ½ايات حق... الخ¼. ½ايات¼ بالرفع خبر مبتدا محذوف اي: ابهر المعجزات ايات حق، او القران ايات حق، او غير ذلك، او مبتدا خبره محذوف اي: ايات حق منزلة، او بالنصب على انها عطف بيان لايات في قوله: ½دعني ووصفي ايات¼، او على المدح، و½الايات¼ جمع اية، وهي طائفة من القران منقطعة عمّا قبلها وما بعدها سميت بها لانّها علامة على صدق من اتى بها، وقيل: لانّها علامة على انقطاع ما قبلها من الكلام عمّا بعدها، واضافتها الى الحق بيانية ان كان الحق صفة مشبهة من حق بمعنى ثبت، ولامية ان كان مصدرا، ويجوز ان يكون المراد من الحق واجب الوجود تعالى شانه فيكون اسما له تعالى، والاضافة حينئذ لامية ايضا اي: الايات المخصوصة للحق تعالى، فعلى هذا يكون ذكر الرحمن تبركا باسمه الرحمن، فان قلت: لم اختار ½الرحمن¼ من بين اسمائه تعالى، وهي الغفار والرزاق والعلام والستار؟ قلت: اشارة الى ان في انزال القران رحمة عامة الى جميع الخلائق حتى الكفار لتاخير العذاب كما لايخفى. و½محدثة¼ بالرفع خبر بعد خبر يعني ايات الله الحقة منزلة محدثة، وهي اسم مفعول من احدث، وضميره راجع الى الايات لكن باعتبار الفاظها، وهي المكتوبة في المصاحف المقروّة بالالسن المحفوظة في الصدور، وقوله: ½قديمة¼ خبر بعد خبر اي: الايات محدثة قديمة لا يقال: هل هذا الا جمع بين النقيضين؛ لانّا نقول: الحادث هو الفاظ القران والقديم معناه؛ لانّ الكلام اثنان كلام لفظيّ وكلام نفسيّ كما قاله الاخطل:

انَّ الْكَلامَ لَفِي الْفُؤَاد وَانَّمَا      جعِلَ اللِّسَانُ عَلَى الْفُؤَاد دلِيلا


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

310