عنوان الكتاب: قصيدة البردة مع شرحها عصيدة الشهدة

١٢٣   يَجر بحر خمِيْسٍ فَوْقَ سَابحةٍ       يَرمِيْ بمَوْج مِنَ الابطَالِ مُلْتطِمِ

 

لَمَّا اتم بيان انهزام الكفار وسببه وباعثه بكلام لم يبق فيه شبهة للصغار والكبار اراد بيان شجاعة جيشه عليه السلام ومتانة صحابته الفخام وكون عسكره تام الاركان وكونه كثيرا كامل الاطراف بلا نقصان فقال: ½يجر بحر خميس... الخ¼، جملة ½يجر¼ خبر مبتدا محذوف اي: هو يجر، والضمير المستتر فيه راجع الى الدين المراد به رسول الله عليه السلام، والعدول عن الماضي الى المضارع لاستحضار الصورة البديعة او لتاخر الجر بالنظر الى ذات النبي عليه السلام، ½بحر¼ بالنصب مفعول ½يجر¼، واضافة البحر الى الخميس من اضافة المشبه به الى المشبه اي: خميس مثل البحر. و½الخميس¼ العسكر الذي تمت اركانه سمي به لكونه مشتملا على خمسة اركان لانّهم قسموا العسكر الى خمسة اقسام المقدمة والميمنة والميسرة والساقة والقلب. وتشبيه الخميس بالبحر انما هو في الهيبة والاهلاك وتموج البعض على بعض بلا انفكاك، والمراد بـ½جر العسكر¼ ايرادهم في المحاربات والذهاب بهم الى المقاتلات، و½فوق¼ صفة خميس. و½سابحة¼ صفة موصوف محذوف اي: خميس كائن فوق خيل سابحة، و½السابحة¼ من السبح، والسبوح الفرس الحسن الذي يجري تحت راكبه بلا اتعاب له ولا مشقة عليه كانّه سفينة تجري في البحر. وجملة ½يرمي¼ صفة ½خميس¼، فضميره راجع اليه او راجع الى البحر، و½الموج¼ من ½ماج البحر¼ اي: اضطرب وارتفع بعضه فوق بعض، والمراد بـ½الموج¼ هاهنا السهام والرماح، ففيه استعارة مصرحة بان شبه الرماح والسهام بامواج البحر في الاهلاك والجريان وامتداد بعضه فوق بعض والهيجان، فاستعير الموج للسهام والرماح فذكر الموج واريد السهام والرماح، فيرمي قرينة لهذه الاستعارة. وقوله: ½من الابطال¼ تجريد او في الموج استعارة بالكناية كما لايخفى. وقوله: ½من الابطال¼ ظرف مستقر على انه صفة لـ½موج¼ اي: موج حاصل من الابطال او بيان لقوله المؤخر: ½ملتطم¼، و½الابطال¼ جمع بطل بمعنى الشجيع القوي، و½ملتطم¼ بالجر صفة ½موج¼ وهو على صيغة اسم الفاعل بمعنى ضارب بعضه على بعض من شدة الهيجان، ففي


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

310