العزة فتدلى حتى كان منه قاب قوسين او ادنى فاوحى اليه ربه ما اوحى[1] قال العلامة المرزوقي: انه عليه السلام لما قرب الى ربه وكان قاب قوسين قال: اللهم انت ما تفعل بامتي؟ قال الله تعالى: انزل عليهم الرحمة وابدل سيئاتهم حسنات ومن دعاني منهم لبيته، ومن سالني اعطيته، ومن توكل عليّ كفيته، وفي الدنيا استر على العصاة، وفي الاخرة اشفعك فيهم، ولولا ان الحبيب يحب معاتبة حبيبه لَمَا حاسبت امَّتك. ثم اعلم! ان خاصية هذا البيت: انه اذا كان احد معقودا فاراد الفتح فلياخذ ثلاث بيضات وليطبخها في ماء، ثم لينزح قشرها، ثم ليكتب المصراع الاول من هذا البيت بالحروف المهملة على اثنتين من تلك البيضات يجعل حروف هذا المصراع منقسمة بينهما، والمصراع الثاني على ثالثتهما فلتاكل الثالثة المراة ولياكل البيضتين الاوليين زوجها، فان عقده ينفتح باذن الله تعالى قال الاستاذ طول الله بقاءه وقد جربناه ووجدناه صادقا.
١٠٩ وَقَدمَتكَ جمِيْعُ الانْبيَاءِ بهَا وَالرسُلِ تقْديْمَ مَخدوْمٍ عَلَى خدمِ
فلَمَّا دفع شبهة المشتبهين اراد ان يبين بعض ما وقع في ذلك السير من الفضيلة له عليه السلام والخير فقال: ½وقدمتك جميع الانبياء... الخ¼ ½قدمتك¼ فعل ماض من قدم، وهو قد يكون متعديا، وقد يكون لازما، وهاهنا من الاول اي: جعلك جميع الانبياء امامهم واقتدوا بك وصيروك امامهم. و½جميع¼ بالرفع فاعل قدمتك، وتانيث فعله باعتبار الاضافة يعني: انّ الجمع مضاف الى الانبياء، والانبياء جمع، وكل جمع مؤنث فالجمع قد اكتسب التانيث بالاضافة الى الانبياء كما في قولهم: قطعت بعض اصابعه وكقراءة تلتقطه بعض السيارة وكقول الشاعر: ع
وما حب الديار شَغَفْنَ قَلْبي
والنبي اعم من الرسول، والباء في ½بها¼ بمعنى في متعلق بـ½قدمت¼، والضمير راجع الى "بيت المقدس" بقرينة المقام، ويكون الحرم الثاني عبارة عنه. وقوله: ½والرسل¼ بالجر عطف على الانبياء والرسل بضم الراء والسين جمع رسول لكن يقرا في البيت بالسكون