عنوان الكتاب: قصيدة البردة مع شرحها عصيدة الشهدة

والالتيام لانّها لو كانت قابلة لهما لكانت اجزاؤها قابلة للتفرق فيلزم ان تكون الجهات محدودة قبلها اذ التفرق لا يكون الا بالحركة المستقيمة، والجواب ان الاجسام متماثلة الحقائق تقبل الخرق والالتيام، فعلى تقدير تسليمه انّما يتم في المحدود دون ماعداه. و½السبع¼ بالنصب مفعول ½تخترق¼ لكنه صفة موصوف محذوف اي: السموات السبع كما في قوله: ﴿ فَانۡ خفۡتمۡ الَّا تعۡدلُوا فَوَٰحدةً ﴾ [النساء: ٣] اي: فزوجة واحدة. و½الطباق¼ صفة بعد صفة لـ½السموات المحذوفة¼، وهو امّا مصدر من طابق فحينئذ له ثلاثة اوجه اولها: بمعنى مطابقا بعضها بعضا من ½طابق النعل¼، وهذا وصف بالمصدر. وثانيها: ان يكون التقدير ذات الطباق، وثالثها: ان يكون من قبيل قوله: ½فانّما هي اقبال وادبار¼ وامّا جمع فيكون جمع طبق كجبل وجبال، وقيل: جمع طبقة. و½بهم¼ حال من فاعل ½تخترق¼ والباء للملابسة اي: مارا بهم، والضمير للانبياء والرسل، فيكون اشارة الى ما روي انّه عليه السلام حيث قال: جاء جبريل، فعرج بي الى السماء فَلَمَّا جئت الى سماء الدنيا قال جبريل لخازن السماء: افتح الباب قال: من هذا؟ قال هذا جبريل، قال: هل معك احد؟ قال: معي محمد قال: ارسل اليه؟ قال: نعم! فلما فتح صعدناها، فاذا رجل قاعد وعلى يمينه اسوِدة وعلى يساره اسوِدة اذا نظر قِبل يمينه ضحك، واذا نظر قِبل يساره بكى، فسلمت عليه، فقال: مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح قلت لجبريل: من هذا؟ قال: هذا ادم، وهذه الاسودة التي عن يمينه وعن شماله نَسَمُ بنِيْه فاهل اليمين منهم اهل الجنة والاسودة التي عن شماله اهل النار، ثم عرج بي الى السماء الثانية، فقال لخازنها: افتح فقال له خازنها مثل ما قال الاوّل، ففتح، فصعدناها، فاذا فيها يحيى وعيسى ثمّ الى السماء الثالثة، فاذا فيها يوسف عليه السلام ثمّ الى السماء الرابعة، فاذا فيها ادريس، ثمّ الى السماء الخامسة، فاذا فيها هارون، ثم الى السماء السادسة، فاذا فيها موسى، ثم الى السماء السابعة، فاذا فيها ابراهيم عليه السلام، ثمّ عرج بي حتى ظهرت لمستوَى اسمع فيه صريف الاقلام، ففرض الله على امتي خمسين صلاة، فرجعت بذلك حتى مررت على موسى، فقال: ما فرض الله على امتك؟ قلت: خمسين صلاة قال: فارجع الى ربك، فان امتك لا تطيق ذلك، فرجعت، فوضع شَطْرها، ثم رجعت الى موسى فقلت: وضع شطرها ، فقال: راجعْ ربك فان امتك لا تطيق، فراجعت، فوضع


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

310