معطوف على ½عبرة¼، وهو الهزال والضعف الذي يلازمه عادة صفرة الوجه، والمراد به هاهنا لازمه، واضافة ½الخط¼ الى ½العبرة¼ من اضافة المشبه به الى المشبه كما في ½لُجيْنِ الْمَاءِ¼ يعني: اثبت الحزن عبرة وصفرة كالخط لانّ الناظم الفاهم لما بكى طويلا ومزج الدمع بالدم ظهر على خده الشريف خطان رقيقان كالالف، احدهما: احمر، وهو من اثر الماء الجاري من عينه، وثانيهما: اصفر، وهو من حزن قلبه، و½مثل¼ بالنصب على انه حال او مفعول ثان لـ½اثبت¼ بتضمينه معنى ½جعَلَ¼، ويجوز ان يكون صفة لـ½خطي¼ و½البهار¼ على وزن ½النهار¼ اسم لورد اصفر ينبت في اول الربيع، والتشبيه في صفرة اللون فقط لا في الجرم والصورة، و½على خديك¼ متعلق بمقدر حال من ½خطي¼، و½العنم¼ بفتحتين اسم شجر احمر لَيِّنُ الاغصان يشبه البنان، قيل: هو الحناء، وقيل: هو البقم، ويُرجح الاولَ قَولُه:
النَّشْر مِسْكٌ والوُجوهُ دنا نِير وَاطْرافُ الاكُفِّ عَنَمْ
وايًّا مَا كان فالمماثلة في الاحمرار فقط، وفي هذا البيت من صنائع البديع لف ونشر معكوس حيث ذكر الحمرة ثمّ الصفرة في المصراع الاول، وعكس الحال في هذا المصراع، ونكتته للوزن والنظم.
وحاصل المعنى: كيف تنكر المحبة بعد ان شهد بها شاهدا عدلٍ ما استطعت على جرحهما، وحكم عليك قاض لا ينقض حكمه، وكتب على صحيفة خديك منشور المحبة بخطين احمرين، فكل من يراك يقرا اية المحبة من خديك، فانكارك لا يُسْمِنُ، ولا يُغْنِيْ من جوع، اغفر لي يا من بسعة[1] مغفرته شَوَّقَنِي، واعف عني الفعل الذي مِن رضَاكَ فَرقَنِيْ، ولا تحرقني بنار الجحيم لانّ عشق نبيك احرقَنِيْ.
٨ نَعَمْ سَرى طَيْفُ مَنْ اهْوَى فَارقَنِيْ وَالْحب يَعْترضُ اللَّذات بالالَمِ
فلما اثبت العاشق دعواه بان سلطان المحبة في مدينه قلبك، وانكر الشخص المجرد من نفسه المخاطب، ثم اثبت، ثم انكر الى ان ياتي العاشق بشاهدين عادلين، واثبت دعواه،