عنوان الكتاب: قصيدة البردة مع شرحها عصيدة الشهدة

والاشواق يسلب النوم من عينيه، ولا يحجب عنهما ابدا فيكون في اليقظة في كل حال سرمدا، وامّا مجاز من سلب الغفلة باحوال الدنيا ولذاتها، وهو المناسب لسياقه كما ترى. و½الواو¼ في ½والحب¼ امّا حالية او استينافية معانية كانّه قيل هل شغلت في اثناء عشقك باللذات؟ فقال: ½والحب يعترض اللذات بالالم¼ ويقول الفقير: يمكن ان يكون الواو عاطفة من عطف العلة على معلولها اذ هو علة لما قبله فكانّ الناظم الفاهم قال: اذ الحب يعترض، فيمكن فيه ترتيب قياس تقريره هكذا: الحب سالِب النومِ ودافعُه لانّ الحب يعترض اللذات بالالم، وكل شيء شانه كذلك فهو سالب النوم ودافعه، يُنْتج: الحب سالب النوم ودافعه و½يعترض¼ من ½اعترض له بسهم¼ اذا اقبلَ به قَبلَه فَرمَاه فقَتلَه،  فـ½يعترض¼ بمعنى: يَقتل، ففي اسناده الى الحب مجاز واستعارة تبعية حيث شبه القتل بالاعتراض في شده التاثير والتبديل؛ اذ كما في القتل تبديل الشكل فكذا في الاعتراض، ثمّ استعير الاعتراض لمفهوم القتل، فذكر الاعتراض واريد القتل، وبتبعية هذه الاستعارة اشتق من الاعتراض صيغة ½يعترض¼، ومن القتل صيغة ½يقتل¼، وشبه هيئة ½يقتل¼ بهيئة ½يعترض¼ بواسطة العَلاقة التي في مصدرهما، ثمّ ذكر ½يعترض¼ واريد ½يقتل¼، وعلى مذهب السَّكَّاكِيّ في الحب استعارة مكنية كما لايخفى.

و½اللذات¼ جمع لذة، بالنصب مفعول ½يعترض¼ و½بالالم¼ متعلق بـ½يعترض¼ والالم كالكدر لفظا ومعنًي لكن هنا مجاز ومستعار من السهم حيث شبه الالم بالسهم في كونه مهلكا، ويحتمل ان يكون في هذا المصراع استعارة تمثيلية بان شبه الهيئة الماخوذة من الامور المعقولة، وهو كون الحب قاتلا، وكون الالم الحاصل منه مهلكا، وكون اللذات مهلكا به، وكون الحب راميا لالم الى اللذات بالهيئة المنتزعة من الامور المحسوسة، وهوكون الشخص راميا، وكون السهم مَرمِيًّا به، وكون شخص اخر او حيَوَانٍ مرميا اليه، وكون السهم مهلكا، ثمّ استعير الهيئة المنتزعة من الامور المحسوسة لمفهوم الهيئة الماخوذة من الامور المعقولة، ثمّ ذكر الهيئة المنتزعة من الامور المحسوسة واريد الهيئة المنتزعة من الامور المعقولة تدبر.   

وحاصل المعنى: ان العشق والمحبة يعرض ويهلك اللذات بسبب الالم كما ان الشخص الرامي يهلك الشخص المرمي اليه بالسهم لانّ العشق الحقيقي اذا دخل قلب


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

310