لضرورة الوزن، وقوله: ½تقديم مخدوم¼ صفة موصوف محذوف بتقدير الجار اي: تقديما مثل تقديم المخدوم، والمصدر مضاف الى مفعوله. و½على خدم¼ متعلق بالتقديم، والخدم بفتحتين بمعنى الخادم، والمراد من المخدوم في هذا المقام رسول الله عليه الصلاة والسلام ومن الخادم سائر الانبياء عليهم السلام والبيت اشارة الى ما وقع في ليلة المعراج من كونه عليه السلام اماما للانبياء في المسجد الاقصى وصلاته معهم اذ روي انه لما اتى صلى الله تعالى عليه وسلم بيت المقدس نزل عن البراق فربطه في الحلقة التي كانت الانبياء تربطه فيها، فدخل المسجد فاذا المسجد مملوء بالانبياء فاقيمت الصلاة قال عليه الصلاة والسلام: فقمنا صفوفا ننتظر من يؤمنا، فاخذ بيدي جبرائيل فقدمني، فصليت بهم، ثم خرجت من المسجد، فجاء جبرائيل عليه السلام باناء من خمر واناء من لبن، فاخترت اللبن، فقال جبريل: اخترت الفطرة [1] الحديث، ثم اختلف هل كانت تلك الصلاة قبل عروجه عليه السلام الى السماء او بعده، والمستفاد من هذا البيت كونها قبل العروج كما لايخفى. وقال القاضي عياض: يحتمل ان يكون صلى بهم بيت المقدس قبل العروج وبعده فان في الحديث ما يدل على ذلك ولا مانع منه انتهى. ثم انّهم اختلفوا في هذه الصلاة هل هي فرض او نفل، فعلى رواية انّه صلى الله تعالى عليه وسلم صلى بهم قبل العروج تكون نفلا وعلى رواية انه صلى بهم بعده تكون فرضا اعني: الصبح كذا في "المواهب".
١١٠ وَانْت تخترقُ السَّبعَ الطِّباقَ بهِمْ فِيْ مَوْكِب كُنْت فِيْهِ صَاحب الْعَلَمِ
لَمَّا بيّن ما وقع في "المسجد الاقصى" ممّا يدل على كمال مرتبته العليا اراد ان يبيّن ايضا بعض ما وقع له بعده من الامور العجيبة والاسرار الغريبة في السموات العلى و ما فوقها من "العرش" و"سدرة المنتهى" فقال: ½وانت تخترق السبع... الخ¼، ½الواو¼ للعطف او للحال. و½تخترق¼ من ½اخترق الطريق¼ اذا قطعه ومر به اي: وانت تمر وتقطع، وفي اتيان صيغة المضارع مع انّ الظاهر صيغة الماضي استحضارا للحال الماضية، وفي اتيان لفظ ½تخترق¼ دون غيره رد للفلاسفة القائلين بان الافلاك اجرام صُلْبة غير قابلة للخرق