فتضرعوا الى الله تعالى لاجله، فدعا الله حبيبه الى مقام قاب قوسين او ادنى فاوحى الى عبده ما اوحى ومن جملته قوله عليه السلام: رايت ربي باحسن صورة، فقال: يا محمد فيم يختصم الملا الاعلى؟ فقلت: انت تعلم فوضع يده بين كتفي، فوجدت بردها بين ثديّ ثم قال: يا محمد هل تدري فيم يختصم الملا الاعلى؟ فقلت: نعم في الكفارات والمنجيات والدرجات والمهلكات قال: صدقت يا محمد. ثم قال: يا ملائكتي وجدتم حلال المشكلات، فاسالوا اشكالكم فقال اسرافيل: ماالكفارات؟ فقال: عليه السلام اسباغ الوضوء في المكاره والمشي بالاقدام الى الجماعة وانتظار الصلاة بعد الصلاة ثم قال ميكائيل: وما الدرجات؟ فقال: اطعام الطعام وافشاء السلام والصلاة بالليل والناس نيام، ثم قال جبرائيل: وما المنجيات؟ فقال: خشية الله في السر والعلانية والقصد في الفقر والغنى والعدل في الغضب والرضى، ثم قال عزرائيل: وما المهلكات؟ فقال: شح مطاع، وهوى متبع واعجاب المرء بنفسه، فقال الله تعالى: في كل ذلك صدق[1] كذا ذكره في "البريقة شرح الطريقة".
١٠٧ سَريْت مِنْ حرمٍ لَيْلا الَى حرمٍ كَمَا سَرى الْبدر فِي داج مِنَ الظُّلَمِ
فلَمَّا ذكر النداء في البيتين السابقين مع الاشارة الى تمام اوصافه واظهار كمال اخلاقه اجمالا اراد ان ياتي بجواب النداء مشيرا ايضا الى اعجب امر اخر من الامور التي بين الله وبين افضل خلقه واخص عباده ولم يعط ذلك الامر لاحد من الانسان بل هو مخصوص بنبي اخر الزمان فقال: ½سريت من حرم... الخ¼، ½سريت¼ على صيغة الخطاب له عليه السلام، وسرى لغة في اسرى بمعنى سار في الليل، وكان الاسراء الذي حصل له قبل الهجرة بجسده وروحه معا ويدل عليه قوله تعالى: ﴿ سُبۡحٰنَ ٱلَّذيٓ اسۡرىٰ بعَبۡدهِۦ ﴾ الاية [الاسراء: ١] لانّ العبد اسم للروح والجسد جميعا قال الشيخ الاكبر: انّ معراجه عليه السلام اربع وثلاثون، مرة واحدة بالجسد والباقي بروحه رؤيا راها قبل النبوة، و½من حرم¼ متعلق بـ½سريت¼، و½الحرم¼ بفتحتين حرم الكعبة شرفها الله تعالى قال في "الدرر":