عنوان الكتاب: قصيدة البردة مع شرحها عصيدة الشهدة

و½من¼ من الفاظ العموم. و½يمم¼ بمعنى: قصد اي: يا خير من قصد، و½العافون¼ جمع العافي بمعنى السائل اي السائلون، و½الساحة¼ بالنصب مفعول يمم، وهو بمعنى حريم الدار، والضمير راجع الى ½مَن¼ ½والساحة¼ من قبيل ذكر المحل وارادة الحال اذ شرف المكان بالمكين، ولذا قال الشاعر:

وماحب الديار شغفنَ قلبي            ولكن حب من سَكَنَ الديَارا

والمعنى: يا خير من قصد السائلون ذاته ونفسه، و½سعيا¼ بالنصب على انه حال من فاعل العافون، فان قيل: كيف يجوز كونه حالا منه مع انه لا مطابقة بين الحال وذيه؛ لان الحال مفرد وذا الحال جمع؟ قلت: كونه حالا باعتبار الافراد كذا قيل فتامل. والمصدر اعني السعي هنا بمعنى الفاعل اعني ساعين، والواو في ½وفوق¼ عاطفة، و½فوق¼ ظرف متعلق بمحذوف معطوف على سعيا اي: كائنين فوق المتون، والمتون جمع متن، وهو بمعنى ظهر كما في قوله:

وَفَرعٍ يزينُ المَتنَ اسْوَد فاحمٍ          اثيث كَقِنْوِ النَّخلَةِ الْمُتعَثكِلِ

و½الاينق¼ بتقديم الياء على النون مقلوب الانيق بتقديم النون اصله انوق جمع ناقة فقدمت الواو فصار اونق، ثم قلبت ياء لمزيد الخفة. و½الرسم¼ بالجر صفة الاينق، وهو بضمتين جمع الرسوم، وهي الناقة التي تؤثر في الارض من شدة الوطي او ناقة تسير سريعا وعلى كلا التقديرين ففيه تجريد. ثم اعلم! ان هذا القول من الناظم الفاهم اعني: ½وفوق متون... الخ¼ تكملة للكلام الاول يعني ان الكلام الاول يدل على كونه مقصودا للسائلين الجائين من قريب، وهذا الكلام يدل على كونه مقصودا للسائلين الجائين من مكان سحيق ومطلوبا للرايين على كل ضامر ياتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم دنيوية واخروية بمشاهدة النبي الشفيق.

وحاصل معنى البيت: يا خير كل من يقصد اليه ارباب الحاجات والمطالب، وافضل من ترجي الى ساحته الركائب. وكونه خير من يقصد اليه ارباب الحاجات يدل على كونه قاضيا لحاجاتهم ومعطيا لمقاصدهم.

 

 

 


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

310