فالحادث كلام لفظيّ، والقديم كلام نفسيّ قائم بذاته تعالى،. اعلم! انّ في كلام الله تعالى سبعة مذاهب، الاول: ما ذهب اليه الاشاعرة من ان كلامه تعالى اثنان: لفظي مكتوب في المصاحف حادث ونفسي قائم بذاته قديم ليس بحرف ولا صوت بل هو المعنى فقط، وان في مذهبهم يجوز سمع ذلك المعنى الذي هو الكلام النفسي. والثاني: مذهب ابي منصور الماتريدي، وهو ايضا ان كلامه اثنان: لفظي مكتوب في المصاحف حادث، ونفسي قائم بذاته قديم ليس بحرف ولا صوت بل هو المعنى فقط، والفرق بين الاول وبين هذا المذهب انه لايجوز في هذا المذهب سمع كلامه النفسي اصلا بل المسموع هو الكلام اللفظي كذا في البداية. والثالث: مذهب بعض المتاخرين، وهو صاحب المواقف ومن تلا تلوه، وهو ان كلامه اثنان: لفظي مكتوب في المصاحف محفوظ في الصدور وهو حادث، وكلام نفسي قديم عبارة عن لفظ ومعنى لكن بلا ترتيب. والرابع: مذهب الجلال الدواني من انه اثنان: لفظي قائم بالمصاحف والصدور، وهو حادث، ونفسي قائم به تعالى قديم عبارة عن لفظ ومعنى مع ترتيب علمي. والخامس: مذهب الحنابلة من ان كلامه تعالى في الحقيقة واحد مركب من حروف واصوات قديم الى ان قال بعضهم: بقدم الجلد والغلاف، فهم ينكرون الكلام النفسي. والسادس: مذهب المعتزلة، وهو ان كلامه واحد مركب من حروف واصوات حادثة لكن ليس بقائم بذاته تعالى بل بالغير كاللوح، وفؤاد جبريل والنبي وشجرة موسى. والسابع: ما ذهب اليه الكرامية من انه كلام واحد مركب من الحروف والاصوات حادث لكن قائم به تعالى، فالفرق الثلاث ينكرون الكلام النفسي، وتفصيل الكلام في كتب الانام كالبداية والتمهيد في التوحيد وبحر الكلام والابانة والكفاية والاحكام كما لايخفى على اولى التبصرة والتذكرة. ففي قول الناظم النحرير ½محدثة¼ رد على الحنابلة، وفي قوله: ½قديمة¼ رد على الكرامية، وفي قوله: ½قديمة¼ مع قوله: ½صفة الموصوف بالقدم¼ رد على المعتزلة كما لايخفى، فقوله: ½صفة الموصوف¼ خبر بعد خبر، وهو في المعنى علة لكون الايات اي: معانيها قديمة، فيمكن ان يرتب هنا قياس بان يقال: الايات اي معانيها قديمة لانها صفة الموصوف بالقدم، وكل شيء شانه كذا فهو قديم، فينتج المطلوب، ولا تتوهمن