عنوان الكتاب: قصيدة البردة مع شرحها عصيدة الشهدة

بمعنى: عند، والفرق فيما بينه وبين ½عند¼ ان ½لدى¼ مختص بالحضرة دون ½عند¼ مثلا يقال: المال عند زيد، فيما يحضر عنده وفي ما في خزائنه ان كان غائبا عنه، ولايقال: المال لدى زيد او لدن زيد الا فيما يحضر عنده، و½لديه¼ حال من ضمير ½واقفون¼ متعلق بمحذوف اي: كائنين لديه، و½عند¼ متعلق بـ½واقفون¼. و½الحد¼ بفتح الحاء يجيء على ستة معان: الاول: بمعنى المرتبة، والثاني: بمعنى الغاية والنهاية، والثالث: بمعنى الحاجز والمانع بين الشيئين، والرابع: بمعنى تشحيذ السيف، والخامس: بمعنى عقوبة مقدرة تجب اقامتها على الامام، والسادس: بمعنى التعريف المشتمل على ذاتياته، والمراد هاهنا هو المعنى الاول، وضمير الجمع الى الانبياء عليهم السلام وقوله: ½من نقطة العلم¼ ½من¼ لبيان المفعول الثاني لـ½واقفون¼ فتكون زائدة. فعلى هذا يكون

حاصل معنى البيت: ان الانبياء مطلعون عند النبي عليه الصلاة والسلام على مراتبهم شيئا هو نقطة العلم او شكلة الحكم، فيكون علم نبينا عليه الصلاة والسلام كالنقطة في جنب علم الله تعالى وحكمته كالشكلة من الحكم في جنب حكمة الله تعالى لكون علم سائر الانبياء جزا من تلك النقطة وحكمتهم جزا من شكلة الحكمة، وهذا الاطلاع كان في ليلة المعراج حيث حضروا مجلسه عليه السلام وقعدوا حضوره على مراتبهم، واطلعوا على علمه وحكمته، او يكون في القيامة تحت اللواء حيث روي ان جميع الانبياء تجتمع تحت لواء الحمد الذي هو عَلَم النبي عليه الصلاة والسلام، ويجلسون على مراتبهم، او كان في خلق الارواح قبل الاجساد، ثم اعلم! ان النقطة فعلة من نقطه نقطا اي: وضع عليه النقطة واظن ان النقطة مشترك بين اللغات كالصابون، و½او¼ بمعنى الواو انما قلنا: انه بمعنى الواو لانه لو كان بمعناه للزم ان يكون في بعض الانبياء علم دون حكمة، وفي بعضهم بالعكس، وهو مخالف لما ثبت انه تعالى اعطى الانبياء علما وحكما، كما قال الله تعالى: ﴿ وَلَمَّا بلَغَ اشُدهُۥٓ ءَاتيۡنَٰهُ حكۡمٗا وَعِلۡمٗاۚ﴾ [اليوسف: ٢٢]، وقال ايضا ﴿ وَكُلًّا ءَاتيۡنَا حكۡمٗا وَعِلۡمٗاۚ﴾ [الانبياء: ٧٩] فتامل. و½الشكلة¼ بالفتح من شكلت الكتاب قيدته بالاعراب اعني: الرفع والنصب والجر و½الحكم¼ جمع حكمة، وهي علم باحوال اعيان الموجودات على ما هي عليه في نفس الامر، وانما خص النقطةُ بالعلم والشكلةُ بالحكم لان النقطة اولى بمزية الظهور ولذا اضيفت اليه، والشكلة امر زائد


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

310