عنوان الكتاب: قصيدة البردة مع شرحها عصيدة الشهدة

ظرف التشبيه، و½تلقاه¼ من الملاقاة بمعنى الوصول، وهو خطاب لكل احد من شانه ان يخاطب لايقال: انه ركيك لانه يلزم ان يكون عليه الصلاة والسلام شجيعا ومهيبا على المؤمنين مع انه عليه السلام رحيم بهم لانا نقول: التشبيه مقيد بكونه في عسكر، وهو يدل على انه عليه السلام كان شجيعا على عسكر غيره على انه لا يلزم من كونه عليه الصلاة والسلام وقت الملاقاة شجيعا الشجاعة على المؤمنين، وجعل ½تلقاه¼ على صيغة التانيث، وارجاع ضميره الى جماعة الاعداء ركيك كما لايخفى. و½في حشم¼ عطف تفسير وبيان وتاكيد لـ½العسكر¼، وفي بعض النسخ ½وفي بهم¼ بضم الباء جمع بهمة، وهو الفارسي الذي لا يعلم من اين يجيء، وبالمقابلة الى العسكر يراد من العسكر، الجيش المشاة، وهذه النسخة اوْلى من النسخة الاوْلى لان التاسيس خير من التاكيد.

وحاصل معنى البيت: كانه عليه السلام والحال انه منفرد بذاته وثابت في عظمة صفاته، وكائن في كمال هيبته وجمال ابهته قائم في قلب عسكر كبير، وفي وسط جيش كثير تلقاء ايها المخاطب وتراه في ذلك الموكب ومن كمال شجاعته ما روي ان ابا جهل كان وصيا ليتيم، فجاء اليتيم اليه عريانا يساله من مال نفسه فطرده ولم يعطه ماله، فايس الصبي، فقال اكابر قريش: قل لمحمد: لك يشفع، وكان غرضهم  الاستهزاء، ولم يعرف اليتيم ذلك، فجاء الى النبي عليه السلام والتمس منه ذلك، وهو عليه السلام كان لا يرد محتاجا، فذهب معه الى ابي جهل، فقام ابو جهل، ورحب به، وبذل المال لليتيم، فعيره قريش، وقالوا: اصبوت؟ فقال: لا والله! ما صبوت، ولكن رايت عن يمينه وعن يساره حربة، فخفت ان لم اجبه يطعنها في. ذكره شيخ زاده في سورة الماعون، وكذا ماذكر في كتب الاحاديث انه كان بمكة رجل شديد القوة يحسن الصراع يقال له: "ركانة" وكان الناس ياتون اليه من البلاد للمصارعة، فيصرعهم، فبينما هو ذات يوم في شعب من شعاب مكة اذ لقيه رسول الله عليه السلام فقال: يا ركانة! ا لا تتقي الله، وتقبل ما ادعوك اليه؟ فقال له ركانة: يا محمد! هل من شاهد على صدقك؟ قال: ارايت ان صرعتك اتؤمن بالله ورسوله؟ قال نعم يا محمد، فقال له: تهيا للمصارعة، قال: تهيات فدنا منه رسول الله عليه السلام فاخذه ثم صرعه، فتعجب ركانة من ذلك، ثم ساله


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

310