لادنى ملابسة لان الشمس سبب لكونها نجوما ذوات نور، وحمل الكواكب على الانبياء اما بطريق التشبيه البليغ او الاستعارة كما سبق فتذكر. فلما كان وجه الشبه في تلك الاستعارتين خفيا اظهر بـ½يظهرن¼ اي: تلك الكواكب انوارها اي: انوار تلك الشمس للناس اي: لجميع العباد، و½الظلم¼ جمع ظلمة اي: في غيبوبة تلك الشمس، فالكواكب ليست مضيئة بالذات، وانما هي مستمدة من الشمس على قول، فهي عند غيبة الشمس يظهر نور الشمس فيها، فكذلك الانبياء قبل وجوده عليه الصلاة والسلام كانو يظهرون فضله، فجميع ما ظهر على ايدي الرسل عليهم الصلاة والسلام من الانوار، فانما هو من نوره الفائض ومدده الواسع من غير ان ينقص منه شيء، واول ما ظهر ذلك في ادم عليه الصلاة والسلام حيث جعله الله تعالى خليفة و امده بالاسماء كلها من مقام جوامع الكلم لمحمد عليه الصلاة والسلام فظهر بعلم الاسماء كلها على الملائكة القائلين ﴿ اتجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِد فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدمَآءَ ﴾ الاية [البقرة: ٣٠] ثم توالت الخلائق في الارض الى ان وصل الى زمان وجود جسم نبينا عليه الصلاة والسلام لاظهار حكم منزلته فلما برز كالشمس اندرج في نوره كل نور، وانطوى تحت منشور اياته كل اية لغيره من الانبياء، ودخلت الرسالات كلها في صلب نبوته، والنبوات كلها تحت لواء رسالته، فلم يعط احد منهم كرامة او فضيلة الا وقد اعطي صلى الله تعالى عليه وسلم مثلها، فادم عليه الصلاة والسلام اعطي ان الله تعالى خلقه بيد قدرته فاعطي سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام شرح صدره تولى الله تعالى شرح صدره بنفسه وخلق فيه الايمان والحكمة، وهو الخلق النبوي مع ان المقصود كما مر بخلق ادم خلق نبينا عليه الصلاة والسلام، واما سجود الملائكة لادم فلاجل ان نور نبينا عليه الصلاة والسلام كان في جبهته، واما تعليم ادم عليه السلام اسماء كل شيء فكذلك نبينا عليه الصلاة والسلام علم اسماء العلوم وذواتها، ولا ريب ان المسميات اعلى رتبة من الاسماء لان الاسماء يؤتى بها لتبيين المسميات فهي المقصودة بالذات واما ادريس عليه السلام فرفعه الله تعالى مكانا عليا، واعطى سيدنا محمدا عليه الصلاة والسلام المعراج والرفع الى مكان لم يرفع اليه غيره، واما نوح عليه السلام فنجاه الله ومن امن معه من الغرق والخسف، واعطى سيدنا محمدا عليه السلام انه لم تهلك امته بعذاب من السماء قال الله تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعَذبهُمۡ وَانت فِيهِمۡۚ﴾ [الانفال: ٣٣]،