الابد: بمعنى الوقت المستقبل الغير المتناهي كما انّ الازل بمعنى الوقت الماضي الغير المتناهي، وقد يضافان الى جمعهما، فيقال: ابد الاباد وازل الازال واما السرمد فاعم منهما انتهى. و½منهم¼ متعلق بـ½مكفولة¼، والضمير للكفار اي: من شرورهم واضرارهم وافسادهم. و½بخير اب¼ متعلق بـ½مكفولة¼، والمراد بالاب رسول الله عليه الصلاة والسلام واصحابه الكرام والعلماء الاعلام مجازا. واستعارة مصرحة ووجه التشبيه كونه مظهرا حافظا والسعي في حمايتها من اعدائها، وهذا بعد تشبيه الملة بالابن في الظهور وكونه نافعا وباقيا بعد وفاة ابيه وكونه محتاجا الى حافظ له. وقوله: ½وخير بعل¼ عطف على خير ½اب¼، فقيد ½ابدا¼ معتبر هاهنا، و½البعل¼ بمعنى الزوج كما في قوله تعالى: ﴿ وَبعُولَتهُنَّ احقُّ بردهِنَّ ﴾ الاية [البقرة: ٢٢٨] واصل البعل، السيد والمالك، سمي الزوج بعلا لقيامه بامر زوجته كانه مالك لها ورب، والمراد بـ½خير بعل¼ النبي عليه السلام واصحابه وورثته من علماء امته. شبه النبي عليه السلام واصحابه وورثته بزوج الملة في القيام بمصالحها ومنع يد الجاني عنها وهذا بعد تشبيه الملة بالزوجة في احتياجها الى من يقيم مصالحها، ويحفظها ممن يجانيها. و½الفاء¼ في ½فلم تيتم¼ تفريعية اي: اذا كانت الملة محفوظة بخير اب دائما فلم تصر يتيمة، فـ½تيتم¼ من ½يتم ييتم¼ كـ½علم يعلم¼ يقال: ½يتم الولد¼ اذا مات ابوه، وهو صغير قيل: ½اليتم¼ اصل معناه الانفراد ومنه الدرة اليتيمة، وقيل: هو في الادميين من قِبل الاباء، وفي البهائم من قِبل الامهات، وفي الطيور من جهتهما، وقيل: انه يقال في الادميين لمن فقدت امه، والاصح هو الاول. ½ولم تئم¼ عطف على ½لم تيتم¼ هو ناظر الى قوله: ½وخير بعل¼ من قبيل اللف والنشر المرتب اي: اذا كان لها زوج فلم تئم و½تئم¼ من امت المراة اذا مات زوجها وخلت منه، ومنه قوله تعالى: ﴿ وَانكِحوا ٱلۡايَٰمَىٰ مِنكُمۡ﴾ [النور: ٣٢].
وحاصل معنى البيت: ملة الاسلام كانت كابن الكرام او كبنت السلاطين العظام محفوظة ومصونة دائما بالاب الذي هو اكرم الانبياء العظام واصحابه الذي هم اشرف الانام وعلماء امته الذين هم ورثته الى يوم القيامة، وكانت كزوجة لها بعل اشرف البعول، وهو النبي الرسول واصحابه وعلماء امته الذين كلهم مرغوب ومقبول حيث