والولي على طريق اللف والنشر المرتب، فالخير المطلق خير البرية، والكرم يراد به افضل الامة قال عليه السلام: ما نفعني مال احد مثل ما نفعني مال ابي بكر[1]، وقال عليه السلام: لو وزن ايمان ابي بكر بايمان العالمين لرجح ايمانه[2]. ½وكل طرف¼ والواو للحال او استينافية، و½الطرف¼ بمعنى العين، والتنوين للتحقير، و½من الكفار¼ حال من طرف او صفة له، والمراد من الكفار الذين تفحصوا عن رسول الله عليه السلام. و½عنه¼ متعلق بـ½عمي¼ المؤخر قدم للوزن، وضميره راجع اليه عليه السلام، افرده لكونه الاصل المتبوع. و½عمي¼ اما فعل ماض، وهو الاظهر او هو صفة.
وحاصل المعنى: لما اجتمع اكابر قريش في دار الندوة للمشاورة في الاهانة له عليه السلام تمثل لهم ابليس بصورة شيخ فجلس معهم فقالوا: ما ادخلك علينا بغير اذن؟ قال اللَّعِينُ: انا رجل من نَجد رايت فيكم حسن النية والاجتماع لامر حسن فاحببت ان اجلس معكم، فقالوا: هذا ليس من اهل تهامة تكلموا لا باس، فقال بعضهم: احبسوه في بيت ولاتعطوه شرابا ولا طعاما حتى يهلك، قال اللعين: بئس الراي لانه له اقارب يجتمعون وياخذونه من ايديكم، وقال اخر: اخرجوه، وغربوه من بينكم، قال اللعين ايضا: بئس الراي لان له لسانا لطيفا ووجها مليحا والله ليجتمعن عليه خلق كثير، ثم لياتينكم، ويخرجكم من بلادكم، قالوا: صدق الشيخ، قال ابو جهل: خذوا من كل بطن شابا بسيف صارم ومروهم ان يخرجوا اليه، ويقتلوه، فيتفرق دمه في القبائل، قال اللعين: هذا الراي صواب، فاجتمعوا عليه لياتوه ليلا، فاخبر جبريل بتلك الحال النبي عليه السلام، وامره بالخروج، فاقام رسول الله عَليًّا في فراشه، فخرج وجاء الى بيت ابي بكر وذكر الحال، فقال: اتخرج معي؟ فقال ابو بكر: سمعا وطاعة، فخرجا حتى وصلا الى باب الغار، فدخل اليه ابوبكر اولا، فراى فيه جحرا، فاخرج بردته فمزقها وحشا تلك الجحرة، فبقي ثقبان فسدهما بعقبيه، وقال: ادخل يارسول الله، فدخل والكفار جاءوا طالبين رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم الى بيته، فلم يجدوه، فسالوا عليا، فقال: لا