والاسم الغبطة بكسر الغين، وهي تمنى حصول مثل النعمة الحاصلة للغير من غير طلب زوالها، وقد يراد بالغبطة لازمها، وهي المحبة والسرور، والمراد هاهنا هو المعنى الاول، والفرق بين الغبطة والحسد قد سبق قبيل مبحث الايات فتذكر. و½به¼ متعلق بـ½يغبطون¼، و½الباء¼ سببية، والضمير راجع الى الفرار، و½اشلاء¼ بالنصب مفعول ½يغبطون¼ وهي كاشياء جمع شلو بمعنى العضو و½شالت¼ بمعنى ارتفعت وجملة ½شالت¼ منصوب محلا على انّه صفة ½اشلاء¼، فضميره راجع اليها، و½مع¼ حال من فاعل ½شالت¼، ولا يجوز ان يكون ظرفا لـ½شالت¼ كما ذهب اليه بعض الشارحين؛ لانّهم قالوا: ان كلمة ½مع¼ تستعمل على ثلاثة اوجه بمعنى الحال نحو جاءني زيد مع عمرو، وبمعنى الظرف، والظرف امّا ان يكون بمعنى بعد او بمعنى عند، ولا يجوز ان يكون ما وقع هاهنا من هذين المعنيين فيكون حالا لا ظرفا كما لايخفى. و½العقبان¼ بكسر العين جمع عقاب، وهو نوع من سباع الطير يصاد ويصاد به. و½الرخم¼ بفتحتين جمع رخمة، وهو ايضا نوع من الطير الذي يقع على الميتة، وفي بعض الاوقات يرفع الدجاجة، ومن قال: انّ ½الرخم¼ جنس واحده رخمة فقد غفل عن كتب اللغات كما لايخفى على الثقات.
وحاصل معنى البيت: ان اهل الشرك والعناد انهزموا في الجهاد وتمنوا الفرار من مجاهدة سيد الابرار فقاربوا من كمال خوفهم ونفرة جوفهم ان يكونوا مثل قطع اللحم التي ترفعها الطيور كي يخلصوا من جهاد نبي الله الغفور.
١٢١ تمْضِي اللَّيَالِيْ وَلايَدروْنَ عِدتهَا مَالَمْ تكُنْ مِنْ لَيَالِي الاشْهُر الْحرمِ
لَمَّا بين انهزامهم وفرارهم لخوفهم من القتال اراد ان يبين كون خوفهم باقيا فيهم في كل حال بلا مفارقة عنهم ولا زوال وكون رهبهم حاملا اياهم على حال لم يعرفوا عدد الايام من الشهور والاعوام حتى تجيء الايام المعدودة في الشهور الاربعة المعهودة فقال: ½تمضي الليالي... الخ¼، ½تمضي¼ بمعنى تمر. و½الليالي¼ فاعل ½تمضي¼، وفي الليالي تغليب المؤنث على المذكر اعني: الايام فانّه وان كان الاصل تغليب المذكر على المؤنث كما في القمرين للشمس والقمر وكما في الايات الكثيرة كقوله تعالى: ﴿ يَٰٓايُّهَا ٱلَّذينَ ءَامَنُوا ﴾