هذه قبضتي ثم خلق فرسا كميتا، وقال: خلقتك فرسا، وجعلتك عربيا، وفضّلتك على سائر ما خلقت من البهائم[1] الحديث و½الشمال¼ و½الدبور¼، وهي التي تهدم البنيان وتقلع الشجر، وهي الريح العقيم والعاصف والصرصر المذكورة في القران، وكل ما في القران من لفظ الريح، فالمراد به ½الدبور¼، ثمّ ان ½اطرب¼ بمعنى اوقع في الطرب، وهو بالتحريك الخفة الحاصلة للانسان من شدة السرور. و½العيس¼ بالنصب مفعول ½اطرب¼، و½العيس¼ جمع اعيس كالبيض جمع ابيض، وهو الابل البيض او التي يخالط بياضها شيء من الصفرة. و½حادي العيس¼ بالرفع فاعل ½اطرب¼، و½الحادي¼ بمعنى السائق للابل وراعيها، وتكرير ½العيس¼ لقصد الاستلذاذ. و½النغم¼ بفتحتين جمع نغمة، وهي حسن الصوت، ثمّ انّ في الختم بالنغم ايذانا بانّه يلزم في قراءة هذه القصيدة من نغمة لكونها شعرا، ومن المعلوم انّ الشعر يقرا بالنغم، ويحسن به.
وحاصل معنى البيت: يا مفيض الخير والجود ائذن وامر للسحب بذلك ما دام تحريك اغصان شجرة البان بريح الصبا وما دام اعطاء طرب وسرور سائق الابل الكرائم البيض اياها بالاصوات الحسنة قد وقع الفراغ من تصنيفه وتاليفه بعون الله الملك العلام، وبشفاعة سيد الانام في شهر رمضان سنة اثنتين واربعين بعد المئتين والالف من هجرة نبي اخر الزمان، وارجو من كل اخوان توجيه ما وقع فيه من الزلل والفساد ناشئا من الجهل والعناد اذ هو اوّل ما افرغته في قالب الترصيف بعون الله تعالى الملك اللطيف مع تشتت الحال، واشتغال البال بالاستفادة من الاساتيذ الكرام والعلماء الفخام، ومع كوني غريبا والغريب كالاعمى ولو كان بصيرا ومما ورد في بيان مشقة السفر السفر قطعة من السقر [2] والحمد لله رب العالمين، وصلى الله تعالى على سيدنا محمد واله وصحبه اجمعين، وسلم تسليما كثيرا.