عنوان الكتاب: قصيدة البردة مع شرحها عصيدة الشهدة

قلت: الفرق بينهما مختلف فيه، قال بعضهم: اذا قرئ من الثلاثي يقرا بالفتح نحو ½قام زيد مَقام عمرو¼، واذا قرئ من المزيد يقرا بالضم نحو ½اقيم فلان مُقام عمرو¼ ورده المولى ابو السعود حين سال سائل بقوله:

يا وحيد الدهر يا شيخ الانام             افتنا فرق المَقَام والمُقَام

فقال: الفرق بينهما انّه اذا قيل: اقيم فلان او قام فلان مقام فلان نُظِر الى فلان الثاني ان كان المقام له يقال: مقام بفتح الميم سواء قرئ الفعل اقام او قام، وان كان لغير فلان الثاني في نفس الامر يقال: مقام بضم الميم سواء قرئ الفعل اقيم او قام كالباء من حروف القسم لانها اصل في القسم، والواو بدل منها والتاء بدل من الواو، فاذا قيل: التاء اقيم مقام الواو يقال المقام بالضم لانّ المقام ليس بالواو بل للباء، فاذا قيل الواو اقيم مقام الباء يقال: المقام بفتح الميم؛ لانّ المقام للباء في نفس الامر لانّها اصل في القسم وما وقع في هذا المقام بفتح الميم كما لايخفى على ذوي فهم قويم. و½بالاضافة¼ متعلق بـ½خفضت¼، والمراد من الاضافة هاهنا معناها اللغوي اعني النسبة، والمعنى بنسبتك الى مقامك لانّ مقامك ارفع من مقامات جميع الانبياء والملائكة، ويقول هذا الفقير: يحتمل ان يكون مراده من الاضافة الاضافة التي وقعت في سورة الاسراء اي: في قوله تعالى: ﴿ سُبۡحٰنَ ٱلَّذيٓ اسۡرىٰ بعَبۡدهِۦ ﴾ [الاسراء: ١] حيث اضيف العبد الى نفسه المراد به رسولنا الذي له كمال في العبودية لا كمال فوقه الى المعبود الذي لا معبود فوقه فيكون اشارة الى كون المعراج بجسده وروحه عليه السلام؛ لانّ العبد انّما يطلق عليهما معا كما سبق. و½اذ¼ ظرف لقوله: خفضت. اعلم! انّهم قالوا: انّ كلمة ½اذ¼ تستعمل على اربعة اوجه الاول: ان يكون اسما للزمان الماضي، فحينئذ قد يكون ظرفا نحو: ﴿ فَقَدۡ نَصَرهُ ٱللَّهُ اذۡ اخۡرجهُ ٱلَّذينَ كَفَروا ﴾الاية [التوبة: ٤٠]، وقد يكون بدلا من المفعول نحو: ﴿ وَٱذۡكُرۡ فِي ٱلۡكِتٰب مَرۡيَمَ اذ ٱنتبذتۡ﴾ [مريم: ١٦]، وقد يكون مفعولا به نحو: ﴿ وَٱذۡكُروٓا اذۡ انتمۡ قَلِيلٞ﴾ [الانفال: ٢٦]، وقد يكون مضافا اليه لاسم زمان نحو: ﴿ يَوۡمَئِذٖ﴾، والثاني: اسما للزمان المستقبل نحو: ﴿ يَوۡمَئِذٖ تحدث اخۡبارهَا ﴾ [الزلزلة: ٤]، والثالث: ان يكون للمفاجاة نحو: خرجت اذ زيد قائم، لكن هذا قليل، الرابع: ان يكون للتعليل نحو: ﴿ وَلَن يَنفَعَكُمُ ٱلۡيَوۡمَ
اذ ظَّلَمۡتمۡ
﴾ [الزخرف: ٣٩]، وما وقع في هذا المقام من اول الاول، ومن جعله للتعليل فلم يات بشيء


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

310