عنوان الكتاب: قصيدة البردة مع شرحها عصيدة الشهدة

والكلاء، وكلها ذو طعم ولون ورائحة انتهى. والمراد من الشجر هنا شجر النخل وقيل: غير ذلك. و½ساجدة¼ بالنصب حال من الاشجار، والسجدة هنا اما على حقيقتها او المراد منها الخضوع والانقياد كما جاء الركوع بمعنى الخضوع في قوله تعالى: ﴿ يَٰمَرۡيَمُ ٱقۡنُتي لِربكِ وَٱسۡجدي وَٱرۡكَعِي مَعَ ٱلرٰكِعِينَ ﴾ [ال عمران: ٤٣]، ولما توهم ان يسال عن كيفية مجيئها بانه هل خلق لها قدم او جاءت بلا قدم دفعه فقال: ½تمشي اليه¼ فهذه الجملة استيناف او حال، و½اليه¼ متعلق به، والضمير راجع اليه عليه السلام، و½على ساق¼ متعلق بـ½تمشي¼، وقوله: ½بلا قدم¼ اما متعلق بـ½تمشي¼ او ظرف مستقر صفة ½ساق¼ او حال منه، وفي المعنى تاكيد كما لايخفى. وفي البيت انواع من خوارق العادة كفهم الخطاب من النبات مع انها ليست من ذوات الادراك ومجيئها وتحركها وقصدها اليه وتواضعها لديه ومشيها على ساق وبلا قدم، قال العصام: المجيء انما حصل من شجرة واحدة على ما ورد في الاخبار فجمع الاشجار محمول على التكرار يعني تكرار حركتها مع وجود وحدتها وغفل عما في "المواهب" و"الشفاء" اذ ذكر في "المواهب" اخرج الامام احمد عن ابي سفيان قال: جاء جبريل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، وهو حزين قد خضب عليه السلام بالدماء حيث ضربه بعض اهل مكة، فقال له جبرئيل: اتحب ان اريك اية؟ فقال: نعم! فقال: ادع تلك الشجرة التي وراء الوادي، فدعاها فجاءت تمشي حتى قامت بين يديه، فقال: مرها فلترجع الى مكانها، فامرها، فرجعت الى مكانها، فقال عليه السلام: حسبي حسبي [1]. وعن بريدة جاء اعرابي، وسال منه عليه السلام اية، فقال له: قل لتلك الشجرة ان رسول الله يدعوك، فمالت الشجرة عن يمينها وشمالها وبين يديها وخلفها، فتقطعت عروقها، ثم جاءت حتى وقفت بين يدي رسول الله عليه السلام، وقالت: السلام عليك يا رسول الله، قال اعرابي: مرها، فلترجع الى منبتها، فامرها فرجعت، فدلت عروقها في موضعها فاستقرت [2] الحديث. وفي حديث جابر ذهب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يقضي حاجته فلم ير شيئا يستر به فاذا شجرتان في شاطئ الوادي، فانطلق، فاخذ بغصن من اغصان احديهما، وقال: انقادي معي باذن الله،


 



[1]     "ابن ماجه"، كتاب الفتن، باب الصبر على البلاء، الحديث:٤٠٢٨، ٤/٣٧٢

[2]     "مسند البزار"، مسند بريدة بن الحصيب رضي الله عنه، الحديث: ٤٤٥٠، ٢/١٤٣




إنتقل إلى

عدد الصفحات

310