½المختتم¼ بمعنى المصدر، ويجوز ان يكونا اسمي زمان، فان قلت: قد بين طيب ابتدائه من هذا البيت وطيب انتهائه من البيت السابق فاين بيان طيب اوسطه عليه السلام؟ قلت: قد بين طيب اوسطه ايضا في الابيات السابقة في بيان شرافة خلقه وخلقه عليه السلام على ان المشهور بين العرب انهم يذكرون طرفي الشيء ويريدون مجموعه كما في قوله تعالى: ﴿ وَسَبحوهُ بكۡرةٗ وَاصِيلًا ﴾ [الاحزاب: ٤٢]، ومثله كان كثيرا، ثم اعلم ان ما روي في انباء فضائله في زمان ولادته واخبار عجائبه في زمان ابتدائه كثير لا يعد ولا يحصى، منها ما ذكر في كتب الاحاديث انه لما استقرت نطفته الزكية ودرته المحمدية في صدف امنة القريشية نودي في الملكوت ومعالم الجبروت ان عطروا جوامع القدس الاسنى، وبخروا جهات الشرف الاعلى، وافرشوا سجادات العبادات في صفف الصفا لصفوفية الملائكة المقربين اهل الصدق والصفا، فقد انتقل النور المكنون الى رحم امنة ذات العقل الباهر والفخر المصون، قال سهل بن عبد الله التستري: لما اراد الله خلق محمد عليه السلام في بطن امنة ليلة رجب، وكانت ليلة جمعة امر الله في تلك اليلة خازن الجنان ان يفتح الفردوس، ونادى مناد في السمٰوات والارض ان النور المخزون الذي يكون منه نور النبي الهادي في هذه الليلة يستقر في بطن امه الذي يتم فيه خلقه عليه السلام، وروي انه كانت قريش في جدب شديد وضيق عظيم فاخضرت الارض، وحملت الاشجار، فسميت تلك السنة التي حمل فيها رسول الله عليه السلام سنة الفتح والابتهاج، وفي رواية ان امنة قالت: ثم اخذني ما ياخذ النساء، ولم يعلم في ذكر ولا انثى، واني لوحيدة في المنزل وعبد المطلب في طوافه سمعت وجبة عظيمة وامرا عظيما هالني، ثم رايت كان جناح طير ابيض قد مسح على فؤادي، فذهب عني الرعب، وكل وجع اجده، ثم التفت، واذا انا بشربة بيضاء فتناولتها فاصابني نور عال، ثم قالت: ورايت رجالا قد وقعوا في الهواء بايديهم اباريق من فضة، فكشف الله عن بصري، فرايت مشارق الارض ومغاربها، ورايت ثلاثة اعلام مضروبة علما بالمشرق وعلما بالمغرب وعلما على ظهر الكعبة، فاخذني المخاض، فوضعت محمدا عليه الصلاة والسلام فنظرت اليه، فاذا هو ساجد قد رفع اصبعه الى السماء كالمتضرع المبتهل، ثم رايت سحابة بيضاء قد اقبلت من السماء حتى غابت عني، فسمعت مناديا ينادي: طوفوا به مشارق الارض ومغاربها، وادخلوه في البحار ليعرفوه بنعته