وهمزته اصلية؛ اذ لو كانت زائدة لانقلبت الواو ياء كما انقلبت في ايام، فعلم بهذا ان ايوانا مثل ديوان، ووزنهما فِوْعال، والاصل فيهما ½اووان¼ و½دووان¼ فقلبت الواو الاولى ياء لكسرة ما قبلها كراهة التضعيف، و½كسرى¼ معرب خسر، وهو اسم جنس لمن يملك "العجم"، ويجمع على اكاسرة كما ان ½قيصر¼ اسم جنس لمن يملك "الروم"، و½النجاشي¼ لمن يملك "الحبشة"، و½خاقان¼ لمن يملك "الترك"، و½فرعون¼ لمن يملك "مصر"، و½تبع¼ لمن يملك "اليمن". والواو في ½وهو¼ حالية، والضمير راجع الى الايوان، و½منصدع¼ اسم فاعل من الانصداع بمعنى: الانهدام والتفرقة اذ روي ان بني ساسان بنى ذلك الايوان في تسعين سنة، وطلاه بماء الذهب، ونقشه بالزبرجد واللؤلؤ، وبكل جوهر عظيم القيمة، فلما كانت ليلة ولادته عليه السلام اهتز وانصدع ذلك فسقط اربع عشرة شرفات من شرفاته وما بقي الا ثمان شرفات وفي سقوط الاربع عشرة شرفة اشارة الى انه يملك منهم بعده ملوك بعدد الشرفات الباقية، وقوله: ½كشمل اصحاب كسرى¼ دفع لما يتوهم ان يقال: من انه هل بني بعد انشقاقه كالاول او بقي في انشقاقه؟ فقال: ½كشمل اصحاب كسرى¼ يعني: كما ان اصحابه تفرقوا وما جمعوا كالاول كذلك ذلك الايوان تفرق وانشق وما جمع وما بني بعده، ويكون ½كشمل¼ في التركيب ظرفا مستقرا حالا ولك ان تجعله صفة مصدر محذوف اي: وهو منصدع انصداعا كشمل... الخ، وعلى كلا التقديرين يكون قوله: ½كشمل اصحاب كسرى¼ من قبيل التكملة والاحتراس كما لايخفى على من له من علم المعاني ادنى اختلاس. و½الشمل¼ من الاضداد، وهو هاهنا بمعنى التفرقة. وقوله: ½اصحاب كسرى¼، فان قلت: اللازم ان يقول: اصحابه بالضمير فما فائدة الاظهار في مقام الاضمار؟ قلت: فائدته تقريره في الذهن، ودفع توهم رجوع الضمير الى الايوان، ويمكن الجواب بالتغاير بين كسرى الاول والثاني، فلا يكون من قبيل وضع الظاهر موضع الضمير، ويؤيده ما قاله بعضهم: من ان في هذا البيت اشارة الى قصتين حيث اشير في المصراع الاول الى سقوط ايوان كسرى اعني: ساسان وخرابه، وفي الثاني اشارة الى ما روي ان كسرى الذي هو "يزدجرد بن شهريار" وهو اخر الاكاسرة، وقد ملك الفرس كلهم جعل رستما المشهور في الشجاعة صاحب الجيش ورئيسهم، ووهب له جميع خزائنه، وقال له: خذ من السلاح والذهب والفضة ما شئت، وادفع شر العرب عني،