بالرفع فاعل قرت، والمراد بها الباصرة على كلا المعنيين في قرت، ومن جعله بمعنى النفس على التقدير الثاني فقد وقع في تكلف فوق التكلف. ثم ان ½قرت¼ في معناه الاصلي اعني المضي، والمعنى: كان قارئها مسرورا بسبب قرائتها ويحتمل ان يكون اخبارا لفظا وانشاء معنى اي: لتقر فتدبر. و½قارئها¼ اسكن همزته لضرورة الشعر ثم ابدلت بالياء، والضمير للايات. والفاء في ½فقلت¼ للفصيحة، و½قلت¼ على صيغة التكلم اي: اذا كان قارئها مسرورا بسبب قراءتها فوجب ان اقول له اي: لقارئها على وجه الرغبة او على طريق الغبطة، والله لقد ظفرت، فاللام توطئة للقسم، و½ظفرت¼ على صيغة الخطاب خطابا لقارئها بمعنى وجدت الفوز والنجاة من كل المكاره والمفاسد ونلت جميع المطالب والمقاصد. والباء في ½بحبل الله¼ متعلق بـ½اعتصم¼، والحبل: بمعنى الايات والشرائع على سبيل المجاز والاستعارة بان شبه الايات بالحبل القوي الممدود منه تعالى الى العباد في الايصال الى المطلوب، ثم استعير الحبل لمفهوم الايات، وذكر الحبل واريد الايات، واضافة الحبل الى لفظة الله قرينة هذه الاستعارة. وقوله: ½فاعتصم¼ الفاء جواب شرط محذوف، و½اعتصم¼ امر حاضر من اعتصَمَ والمراد من الاعتصام هنا هو العمل بموجبها بطريق الاستعارة فليتامل. وفي البيت تلميح الى قوله عليه الصلاة والسلام: اني قد تركت فيكم ما ان اعتصمتم به فلن تضلوا ابدا كتاب الله وسنة رسوله[1] عليه الصلاة والسلام والى قولي عليه السلام: وهو اي: القران حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهوالصراط المستقيم[2] الحديث، والى قوله عليه الصلاة والسلام: انّ هذا القران مادبة الله فاقبلوا مادبته ما استطعتم ان هذا القران حبل الله المتين والنور المبين والشفاء النافع عصمة لمن تمسك به ونجاة لمن تبعه[3] الحديث، وفي معنى هذا البيت قول الشيخ الشاطبي:
وَقَارئُهُ الْمَرضِيُ قَر مِثالُهُ كَالاترج حالَيْهِ مُريْحا وَمُوكِلا
وَبعْد فَحبلُ اللهِ فِينَا كِتابهُ فَجاهِد بهِ حبلَ الْعِدى مُتحبلا