الحالة، فقال عليه السلام: يا عمر! اما ترضى ان يكون لهم في الدنيا ولنا في الاخرة، قال: بلى فنزل جبرائيل، وقال سنة الله قد جرت على ان لذة الاخرة تنقص على كل احد بحسب ازدياد لذة الدنيا فكلما كانت لذة الدنيا اكثر كانت لذة الاخرة اقل كما في قوله تعالى: ﴿ اذۡهَبۡتمۡ طَيِّبٰتكُمۡ فِي حيَاتكُمُ ٱلدنۡيَا ﴾ [الاحقاف: ٢٠] لكن الله يقول: قل لمحمد: خذ من عظائم الدنيا ما تريد واطلب ما تشاء فانك مجاب لا تنقص من لذاتك في الاخرة بسبب لذاتك في الدنيا فقال عليه السلام: والله خير وابقى ثمّ ان ½زهده¼ بالنصب على انّه مفعول ½اكدت¼ والضمير راجع اليه عليه الصلاة والسلام. و½فيها¼ متعلق بـ½اكدت¼ ايضا وضميره راجع الى الدنيا المذكورة ضمنا والاولى ان يكون راجعا الى الجبال، و½ضرورته¼ بالرفع فاعل ½اكدت¼ و½الضرورة¼ شدة الاحتياج ومنها الاضطرار ضد الاختيار والاحتياج وان لم يكن في نبينا عليه الصلاة والسلام حقيقة لكن يكون المراد منه الضرورة الظاهرية والاحتياج الحسي وقوله: ½ان الضرورة... الخ¼ استيناف كانّه قيل: كيف تؤكد الضرورة الزهد فيها مع انّ الضرورة توقع الانسان في المهالك وقد اشار عليه السلام الى مشقة الضرورة وعدم تحملها كل احد في قوله: كاد الفقر ان يكون كفرا[1] فقال: ½مجيبا ان الضرورة لا تعدو على العصم¼ ويمكن ان يرتب فيه قياس تقريره هكذا، انّ الضرورة لا تعدوا على النبي لانّ الضرورة لا تعدوا على العصم، والنبي معصوم، ينتج من غير متعارف، الشكل الثاني الضرورة لا تعدو على النبي، فان قيل: لم اظهر في مقام الاضمار لان المناسب ان يقول انها؟ قلت: لضرورة الشعر، ولئلا يختل مرجع الضمير لانه لو قال: لانها لتوهم انّ ضميره راجع الى مرجع ضمير فيها كما لايخفى. و½تعدو¼ من عدا عليه اذا غلبه واستولى عليه فمعنى ½لا تعدو¼ لا تغلب ولا تستولى، و½العصم¼ جمع عصمة وهي قوة زاجرة اودعها الله تعالى في خواص عباده واكابر عباده تمنعهم عن التعرض لمنهياته مع بقاء اختيارهم وقدرتهم، و½العصمة¼ مصدر هنا بمعنى المفعول اي: المعصوم.

وحاصل المعنى: قد اكد فقره الظاهري واحتياجه الحسي زهده واعراضه عن الدنيا وعدم اقباله على الجبال العُليا مع كونها ذهبا فتعب نفسه تعبا فكيف تكون