افراد اياته القران والمعراج على قول الرؤية ايضا، فلو كان المراد من الايات جميع الافراد للزم كون القران والمعراج على قول الرؤية غير لائق بشانه عليه السلام وهو باطل قطعا؛ لان القران كلام الله القديم وكذا المعراج على هذا شيء عظيم لائق بشانه بل فاضل عنه؟ قلت: اجيب عنه بوجوه: اما اولا: فبانا لا نسلم ان صيغة الجمع باقية هاهنا على عمومها كيف وهو عام قد خص منه البعض، فيكون المراد بالايات غير القران والمعراج، واما ثانيا: فبانا لو سلمناه على عمومه فلا نسلم ان القران والمعراج داخلان في الايات لان المراد منها ما عداهما بقرينة كون اضافتها للعهد اي: الايات التي صدرت عنه عليه السلام بالاختيار وهما حاصلان بالاضطرار، واما ثالثا: فبان المراد من الايات الايات السابقة بقرينة ان الالف واللام فيها للعهد وهما غير داخلين فيما سبق فتدبر. واما رابعا: فبان يقال ان المراد بالايات الايات الدالة على عظمته اعني: المقصودة في الدلالة على العظمة لا في الشرافة، والقران والمعراج غير ظاهرين في الدلالة على العظمة، وفيه ما فيه. ثم ان ½ناسبت¼ من المناسبة، وهي الاشتراك في شيء او اكثر و½قدره¼ بالنصب مفعول ½ناسبت¼، وقدر الشيء مبلغه في الكمال او النقصان، وغلب استعماله في الكمال خصوصا عند الاطلاق و½اياته¼ بالرفع فاعل ½ناسبت¼، وهي جمع اية بمعنى العلامة. و½عظما¼ بالنصب تمييز عن اسناد ½ناسبت¼، وهو بمعنى العظمة. وجملة ½احيى¼ جواب ½لو¼، و½احيى¼ من الاحياء، وهو ايجاد الحياة واعطاؤها. و½اسمه¼ بالرفع فاعل ½احيى¼، والمراد من ½الاسم¼ اما ما يرادف العَلَم او بمعنى التسمية بمعنى ذكر الاسم، واسناد ½احيى¼ اليه مجاز؛ اذ المحيي هو الله و½يدعى¼ على صيغة المجهول من ½دعا¼ اذا طلبه ودعا الله ساله، وضمير ½يدعى¼ راجع الى الله تعالى. و½دارس الرمم¼ بالنصب مفعول ½احيى¼. و½الرمم¼ جمع رمَّة كالقطع جمع قطعة، وهي العِظام البالية يقال: ½درس الرمم¼ اذا عفا فدراستها زيادتها في البلى واضافة الدارس اليها من اضافة الصفة الى الموصوف اي: الرمم الدارسة.
وحاصل معنى البيت: انه لو كانت اياته العظام مناسبة لمقدار كماله لاحيى الله تعالى بعد وفاته ببركة اسمه العظام البالية والاجساد الفانية لكن ما احيى الله تعالى بعد وفاته تلك العظام لستر غايات كمالاته بين الانام، فان قلت: لم لم يعط صلى الله تعالى عليه