و½من¼ لابتداء الغاية، و½حرب¼ بفتحتين بمعنى الغضب والغيظ، وقيل: هو لغة في الحرب فيكون بمعنى المحاربة، وهي بمعنى المعارضة، و½اعدى¼ بالرفع تقديرا فاعل عاد، وهو اسم تفضيل من العداوة، و½الاعادي¼ جمع اعداء، وهي جمع عدو، فاضافة اعدى اليها للمبالغة فيكون اشارة الى انه لايعارض القران الا من كان في شدة العداوة والبغضاء. و½اليها¼ متعلق بـ½عاد¼، والضمير راجع الى الايات، وفيه حذف مضاف اي: الى حقيتها. و½ملقي السلم¼ بالنصب حال من فاعل ½عاد¼ على تقدير كون عاد بمعنى رجع، او بالنصب على الخبرية على تقدير كونه بمعنى صار، و½ملقي¼ اسم فاعل من القى بمعنى ملتقيا ومقبلا اليها بالسلم اي السلامة، فالمعنى: انه ما عورضت تلك الايات بشيء من كلام الفصحاء ولا طولب احد بمعارضتها من العرب العرباء الا ورجع من المحاربة والمعارضة لما فيها من الفصاحة والبلاغة اكبر المعاندين واقوى المعارضين حال كونه ملقيا متلقيا بالسلامة، وكان بريئا من الملامة، روي ان الوليد بن المغيرة كان بين قريش في غاية الفصاحة، فجاء الى النبي عليه السلام ذات يوم لقصد المعارضة في البلاغة، فقال للنبي عليه السلام: اقرا عليّ، فقرا عليه قوله تعالى: ﴿۞انَّ ٱللَّهَ يَاۡمُر بٱلۡعَدۡلِ وَٱلۡاحۡسَٰنِ وَايتآيِٕ ذي ٱلۡقُرۡبىٰ﴾ الاية [النحل: ٩٠]، فاستعاده، فاعاده صلى الله تعالى عليه وسلم، فقال: والله! انّ له لحلاوة وانّ عليه لطلاوة، وان اعلاه لمثمر، وان اسفله لمغدق ما يقول هذا بشر، وسكت وقام من المجلس، ولم يقل شيئا غير هذا. وحكي عن يحيى بن حكيم انه رام شيئا من المعارضة للقران، فنظر في سورة الاخلاص لياتي بمثالها، او ينسج بزعمه على منوالها، فاعترته روعة وهيبة من الله، فتاب وعاد عن نيته، وروي انهم اتوا السورة القارعة بنظيرة في زعمهم، وهي قولهم: الفيل ما الفيل، وما ادراك ما الفيل، له ذنب قصير، وخرطوم طويل، ان ذلك من خلق الله لَقَلِيْل، ولقوله تعالى: ﴿ وَلَكُمۡ فِي ٱلۡقِصَاصِ حيَوٰةٞ﴾ [البقرة: ١٧٩]، بقولهم القتل انْفَى للقتل، ثم تفكروا، ووجدوا في قولهم: نقائص كثيرة، فبعد التفكر بهتوا، وسخروا تسخيرا، تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا.