و½اللام¼ في ½لذكر البان¼ اجلية، و½الذكر¼ اما بالكسر او بالضم، وهو مصدر مضاف الى مفعوله، وفاعله متروك اي: لاجل ذكرك البان، و½البان¼ شجر لطيف الرائحة، وقيل: المراد به الشجر المعهود القريب من مكة الذي قد كان النبي عليه السلام يجلس تحته، ويُكَالِمُ الاصحاب رضوان الله عليهم اجمعين، فعلى هذا يكون مجازا من ذكر المحل وارادة الحالّ، وقيل: هو شجرة طيب الرائحة والقد، ففيه استعارة مصرحة حيث شبه النبي عليه السلام بتلك الشجرة في حسن الطلعة ونهاية اللطافة، ثم استعير الشجرة المذكورة للنبي عليه السلام فذكر المشبه به، واريد المشبه. و½العلم¼ اسم جبل كما في قوله:
وَانَّ صَخرا لَتاتمُّ الْهُداةُ به كَانَّه عَلَمٌ فِي راسِهِ نَار
قيل المراد منه هاهنا جبل من جبال مكة، فقيل: هو "جبل ابي قبيس"، وقيل: "جبل حراء"، وقيل: جبل فيه غاره عليه السلام، وعلى كل تقدير يكون مجازا مرسلا من ذكر المحل وارادة الحال، لان هذه الجبال كانت امكنة النبي عليه السلام، او استعارة مصرحة بان شبه المحبوب بالجبل في العظمة والمهابة وحسن الهياة والرفعة، ثم استعير الجبل للمحبوب، فذكر المشبه به، واريد المشبه، وعلى هذا يكون اللام في قوله: ½لذكر البان¼ للوقتية كما في قوله تعالى: ﴿ لِدلُوكِ ٱلشَّمۡسِ﴾ [الاسراء: ٧٨].
قال الاستاذ[1] طول الله بقاءه وجعل اخرته خيرا من اولاه: فخاصية هذا البيت وحده انّه من كان في قلبه ضيق وكربة وعسرة من الالام والاكدار فليكتب هذا البيت بالحروف المقطعة على تفاحة ولياكلها، فانه يزول ضيق قلبه وعسرته، ولو كتبه على زجاجة ومحاه بالماء وشربه يزول ضيق قلبه ايضا لكن في الكتابة على التفّاح يكون التاثير ازيد، وقال الاستاذ: جربناه مرارا فوجدناه صادقا.
[1] وهو العلامة الفهامة محمد بن عبد الله القيصري رحمه الله القوي كما مرّ في وجه تأليف هذا الشرح. [علمية]