[الذاريات: ٤٨] وتنوينه للتفخيم كما في قوله تعالى ﴿ فِيهِ ءَايَٰتۢ بيِّنَٰتٞ﴾[ال عمران: ٩٧]. و½الباء¼ في ½بذي سلم¼ بمعنى ½في¼، والظرف مستقر صفة لـ½جيران¼ اي: جيرانٍ كائنين في مكان ذي سلم، و½السلَم¼ بفتح اللام اسم شجر، وبكسرها اسم جنس للسلِمة كما في ½كلم¼ و½كلمة¼، وهي ايضا اسم شجرة في الوادي بين مكة والمدينة، فالمراد هاهنا هذه الشجرة، لانّ مراده من الجيران محبوبه اعني: النبي عليه الصلاة والسلام، وهذه الشجرة لها مناسبة بالنبي عليه الصلاة والسلام لانه عليه السلام كان كلما ذهب الى مكة وسلك ينزل تحت هذه الشجرة ويستريح فيه، فالمعنى: امن تذكر المحبوب الكائن والملابس في مروره بمكان ذي شجرة معهود، وقيل: المراد من ½السلم¼ دار السلام من الجنان، فيكون فيه استعارة بان شبه روضة النبي عليه السلام بالجنة المسماة بـ½دار السلام¼ في كونهما شريفتين وكونهما خير مكان، وادعى ان الروضة من جنس دار السلام ثمّ استعير دار السلام للروضة، فذكر اللفظ الدال على دار السلام، واريد منه الروضة المباركة، وقيل: المراد من ½السلم¼ معنى السلامة من الاثام لان قوله: ½ذي سلم¼ صفة موصوف محذوف اي مكان ذي سلامة، والمراد من المكان اعلى عليين، فعلى هذا يكون المراد من ½الجيران¼ ارواح الانبياء والاولياء والصالحين، والمراد بـ½جاريتهم¼ جاريتهم في عالم الارواح قبل حلولها في الابدان كما في قول النبي عليه السلام الْاروَاح جنُود مُجنَّدةٌ فَمَا تعَارفَ مِنْهَا ائْتلَفَ وَمَا تنَاكَر مِنْهَا اختلَفَ[1] [البخاري].
فحاصل المعنى: امن تذكرك الجيران في عالم الارواح الكائنين في محل ذي سلامة لان محل الارواح اعلى عليين قبل حلولها في البدن، واعلى عليين محل ذو سلامة من الاثام والالام، قال العصام: ان كلمة ½ذي¼ ان كانت صفة لنكرة فهي تضاف الى نكرة وان كانت بالعكس فهو بالعكس، والفرق بين ½ذي¼ و½صاحب¼ ان في ½ذي¼ يكون المضاف اشرف من المضاف اليه كما في قوله تعالى: ﴿ ذو ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡمَجيد ﴾ [البروج: ١٥]، وفي ½صاحب¼ يكون بالعكس كقولهم لابي هريرة رضي الله تعالى عنه ½صاحب النبي¼ عليه السلام دون ½ذي النبي¼. ½مزجت¼ بصيغة المخاطب خطاب للشخص الذي جرده من نفسه، عبر بصيغة الماضي اشارة الى تحقق وقوعه، و½المزج¼ الخلط، واكثر